الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مقابلة إساءة الأخت بإساءة مثلها

السؤال

لدي أخت تبلغ من العمر حوالي ال 11 سنة أو أكثر بقليل، ولكنها تتجاهلني، وتتعامل معي وكأنني كلب ينبح معها عندما أطلب منها شيئا، وترد على أسئلتي بأجوبة قبيحة، وغيرها من الأعمال. وهي تضربني أحيانا، وأنا أبلغ من العمر 17 سنة، وأضربها عندما تفعل بي ذلك. فهل يحق لي؟ وإن كان الجواب لا، فمتى يحق لي؟ مع العلم أنني أقول لأهلي، ولكنها لا تجيب لتنبيهاتهم، بل تعاملني هكذا؟ أفيدوني يرحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لأختك الهداية والصلاح، وننصحك بأن لا تقابل إساءتها إليك بالمثل بل ادفع إساتها بالتي هي أحسن كما قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ{المؤمنون: 96}. وكما قال سبحانه: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{فصلت:34ـ35}. وهذا يحتاج منك إلى صبر كما ورد في الآية السابقة، ولا بأس أن تتجنب النقاش معها أو المزاح، وكل ما يؤدي إلى حصول النزاع والخلاف بينكما، ولا شك أن تعاملها المذكور معك مخالف للآداب والأخلاق الإسلامية في الحديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا. وفي رواية"ويرقر كبيرنا". رواه أبو داود، والترمذي، وقال حسن صحيح. واستعن علهيا بأبويك إذا وصل الأمر إلى حد الضرب، واحرص على الدعاء لها بحسن الخلق والصلاح وتعاهدها بالنصح بلين وحكمة. وننبهك أن مسؤلية تأديب الأخ ليس على أخيه إذا كان الوالد موجودا، بل للأخ أن يبلغ والده بتصرفات الأخ غير الأخلاقية. وعلى الوالد أن يقوم بواجبه في تأديب ونصح الإبن الذي يصدر منه تلك الأعمال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني