السؤال
مشكلتي أن لدي ابنة تبلغ من العمر 14لكنها تنشغل بالهاتف أكثر عن اللازم ...إنني على يقين بأنها لا تعمل شيئا غلطا لأن كل الذين تهاتفهم هم من بنات خالتها وخالها وخالتها وبنات عماتها ولكن المزعج في الموضوع أنها تطيل مكالماتها، ربما السبب هو الفراغ ربما حبها الكبير لهؤلاء الذين تهاتفهم أريد أن أعلمها أنه من العيب أن تطيل الفتاة المحادثات في الهاتف ولكن بأسلوب تربوي تعلمي دون أسلوب الأوامر أسلوب يرتقي بها لتفكر فيه قبل أن تنفذه ..... أفيدوني أفادكم الله.... ولكم مني جزيل الشكر ...مع العلم أنني زوجة أبيها ولست أمها الحقيقية لأن أمها قد ذكرها الله برحمته ولكني والله يعلم أحبها هي وأخواتها مثل أمهم وأكثر.
أرجو إرسال الردعلى الإيميل الخاص وشكرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على تربية ابنة زوجك تربية صحيحة، واعلمي رحمك الله أن هذه الفتاة قد تجاوزت مرحلة الطفولة ودخلت في مرحلة المراهقة، وهذه المرحلة العمرية تحتاج إلى مزيد عناية من القائمين على تربية من يمر بها . فاستعيني بالله تعالى وسليه التوفيق في تربيتها، وتجنبي الأساليب التقريرية في تقويمها إلا عند الضرورة، واجعلي نصائحك لها يغلفها الإشفاق والرحمة حتى تعلم أن الحامل على نصحك لها هو حرصك عليها. ومن النصائح التي تقدميها لها إعلامها بأن العمر هو رأس مال الإنسان وهو أثمن ما يملك وأن ما مضى منه لا يعود، والأعظم من ذلك أن الإنسان سيسأل عن كل لحظة من عمره فيم قضاها وخاصة مرحلة الشباب، قال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع، عن شبابه فيم أبلاه، وعن عمره فيم أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وأعلميها أن الكلام مع القريبات وإن كان مباحاً، فإنه يشغل عن الخير والطاعة، وإن أهل الجنة لا يندمون إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله تعالى فيها وذلك لتفاوت الدرجات في الجنة بحسب ما حصله العبد في الدنيا من الحسنات. ولا يستوي من أضاع عمره في شهوة الكلام مع من يحب ومن أنفق عمره في طاعة الله وذكره ، وفي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي. وأعلميها أن الإعراض عن اللغو من صفات المؤمنين الحميدة، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {المؤمنون:1ـ3}. واللغو المذكور في الآية يشمل من جملة ما يشمل: ما لا فائدة منه من الأقوال والأفعال، كما قال تعالى: َ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاما {الفرقان: 72}. ثم أعلميها أن العبد سيسأل يوم القيامة عن كل ما تلفظ به، وأن الإكثار من الكلام المباح قد يجر إلى سقط الكلام الذي فيه الوزر والإثم، قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد {قّ:18}. وقد قال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم. قال الإمام النووي: فهذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً وهو الذي ظهرت له مصلحة، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم. اهـ. ومن الأساليب التربوية بخلاف النصيحة والوعظ أسلوب القدوة، فأحضري لها بعض الكتب التي فيها قصص الصالحين من علماء الأمة الذين كانوا حريصين على استغلال أوقاتهم، ومن أجود الكتب التي اعتنت بذكر ذلك كتاب " قيمة الزمن عند العلماء" للشيخ عبد الفتاح أبو غدة. وبإمكانك التواصل مع قسم " الاستشارات " بموقع " الشبكة الإسلامية" فإنهم أكثر اختصاصا منا بالأساليب التربوية وتحفيز الإنسان وتوجيهه لعمل معين. وكذلك ننصحك بمطالعة الكتب التالية: مسؤلية الأب المسلم " للشيخ عدنان حسن با حارث" 2ـ منهج التربوية النبوية للطفل" للشيخ محمد نور سويد "
3ـ منهج التربية الإسلامية " لمحمد قطب". واستعمي لمحاضرة" كيف نفهم المراهقين" وسلسلة " محو الأمية التربوية" وكلاهما للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.
والله أعلم.