الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير المدرسة بسبب الأصدقاء

السؤال

أنا شاب متقدم للصف الثاني ثانوي وانتقلت من مدرستي التي كنت بها بسبب عدم توفر التخصص الذي أريده ولكن عندما ذهبت إلى المدرسة الجديدة والتي لا أعرف أحدا فيها إلا زميلا سابقا وجدت صعوبة شديدة في الـتأقلم وذلك لعدم وجود أصدقاء مقربين مثل المدرسة السابقة وعدم إحساسي بالراحة في الفصل وفي المدرسة الجديدة أحس بعدم مرور الوقت بسرعة بل أشعر بأن كل دقيقة ساعة ونتيجة ذلك أشعر الملل والاكتئاب الشديدين فهل أرجع إلى مدرستي القديمة وأدخل التخصص الذي لا أريده لكي أكون مع أصدقائي في المدرسة أم أبقى بمللي واكتئابي اللذين يقتلاني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوقت الدراسة ليس مجالاً للهو واللعب وإنما هو مجال للجد والمثابرة، وللأصدقاء وقت آخر، ثم إن الصديق الذي يحرص على مجالسته وقربه هو الصديق الذي يدل على الخير ويرغب فيه ويعظ بوسمه قبل رسمه كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف: 28}.

والأصدقاء يكسبون بالخلق الجميل والفعل الحسن والكلمة الطيبة، فننصحك بالبقاء في المدرسة الجديدة التي يوجد بها التخصص الذي ترغبه وتميل إليه إن لم يكن محرماً شرعاً، ولا تؤثر هواك على مصلحتك فقد ذم الله تعالى من اتبع هواه وآثره كما قال: وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ {الأعراف: 176}.

وقوله: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ {القصص: 50}.

وأما الاكتئاب فقد بينا كيفية علاجه في الفتوى رقم: 26806 وكذلك علاج الملل والكسل والخمول في الفتوى رقم: 10943، والفتوى رقم: 15715.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني