السؤال
إخوتي أنا أكتب لكم وأنا في قمة الهم ولا أدري ماذا أتصرف، فأنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات ولدي طفلة . فأنا لست سعيدة بزواجي أولا هذا بالإضافة إلى ضغط العمل ورعاية ابنتي( والأكثر هماً هو أن زوجي عصبي جدا ويعصب عليَّ لأتفه الأمور فحياتنا أصبحت كلها مشاكل لا يوجد راحة فهو يسبني ويهينني ويحلف علي بالطلاق لأتفه الأسباب ويضربني أحيانا ويفوه بكلمات العار عليَّ ) وعندما أريد الخروج من البيت يحلف بالطلاق إذا ذهبت سيقتلني أنا وابنته وهو ... فحياتي جحيم. فلا يوجد بحياتي أمر سعيد سوى ابنتي ( لا بيت لا زوج صالح لا راحة نفسية فصحتي تتدهور وأنا أحس بالكبت وأحيانا أفكر بقتل نفسي ولكن ما يمنعني هو ابنتي) ماذا أفعل وماذا أتصرف أرجوكم ؟
لا همكم الله وجزاكم ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرجو الله تعالى أن يفرج عنك همك ، وأن يمن عليك بالراحة والسعادة ، وأن يصلح لك زوجك ، ونوصيك بأمور :
أولاً : الصبر ، فإن صبرت فأبشري. قال تعالى : وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة: 155} وقال سبحانه : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10} فثواب الصبر مطلق غير محدود ، وأجر الله تعالى لعباده الصابرين عظيم ، فقد روى الترمذي بسند حسن صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة .
ثانياً : أن تكثري من الدعاء بأن يفرج الله عنك ويصلح لك زوجك .
ثالثا: التلطف مع الزوج والإحسان إليه بالكلمة الطيبة ، وطاعته فيما أمر ما لم يكن أمر بمعصية .
رابعاً : نصحه بلطف في الوقت المناسب عندما ترين منه حالة صفاء ونقاء وبسمة .
فإن فعلت ذلك ولم يصلح حال زوجك فلا حرج عليك في طلب الطلاق، فإن شريعة الله تعالى لم تضيق عليك ولم تلزمك العنت .
ونوصي الزوج بتقوى الله تعالى ، وأن يتوب من سباب زوجته، وننصح بمطالعة الفتوى رقم : 63932 .
وبقي أن ننبه إلى قضية الحلف بالطلاق الذي تكرر منه ، فنقول : إن كان حلف بالطلاق أي علق الطلاق على أمر ثم وقع ما علق عليه الطلاق فيكون الطلاق واقعاً ، فكم من الناس يطلق زوجته ثلاثاً وأكثر ثم يستمتع بها كما يستمتع الزوج بزوجته ، وهي قد حرمت عليه ، وأصبح مقامه معها من الزنا والعياذ بالله ، فتنبهوا لهذا .
والله أعلم .