السؤال
يا شيخ لي صديق أحبه في الله وهو كذلك يحبني في الله وهذا بفضل الله ولكن يا شيخ السؤال أني مرة سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول كفر العشير ليس فقط بين الرجل وزوجته بل يقع بين الرجل وصديقه .
فهل عندما يحدث أمر بيني وبين من أحببته في الله وأضيق لهذا الأمر وهو أمر مشروع شرعا وأنا أخبرته إن تفعل هذا الأمر أشعر بالضيقة منه أو أين كان هذا الفعل الشاهد أنه مباح وليس محرما لأن الأمر المحرم هذا واجب علي أن أحزن وأضيق له فهل عندما أضيق وأحزن لهذا الفعل الذي فعله أكون كفرت بالعشير رغم أني يا شيخ لا أنسى أو أتلفظ عليه بالألفاظ التي تبين أنى لم أر منه خيرا قط بل أقول له يعلم الله أنك لم تقصر معي في شيء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما سمعته من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من أن كفران العشير ليس فقط بين الرجل وزوجته بل يقع بين الرجل وصديقه صحيح.
فكفران العشير -كما قال أهل العلم- هو جحد النعمة وإنكارها أو سترها بترك شكرها. وهذا طبعا لا يختص بالزوجة، بل كل من أُحسِن إليه أو قُُدِم له معروف، فعليه مقابلة ذلك بما يستطيع من خير، وحرم عليه كفران ذلك المعروف.
ولكن ما ذكرت أنه يحدث لك من الضيق إذا وقع صديقك في أمر معين، لا يعد من كفران العشير، ولو كان الذي يقع فيه صديقك أمرا مباحا. لأن كل فرد من الناس له جبلة قد فطر عليها، وله خصوصياته الفردية، وله مزاجه الخاص وانطباعه وشخصيته المتميزة.
وعلى الصديق أن يرعى كل ذلك لصديقه، وأن لا يقع في شيء يسبب له التضايق وعدم الرضا. ولو حدث وقوع الصديق فيما لا يرضي صديقه فلا حرج فيما يحصل له من الضيق.
ومع ذلك فسترك للحزن عن صديقك، وإبداؤك الرضا له، وأنه لم يقصر في حقك أبدا هو من العشرة الحسنة والخلق الفاضل.
والله أعلم.