السؤال
أرجو أن تصفوا لي الحور العين في الجنة، وكم عددهن لكل مسلم؟ وهل من سبيل لرؤيتهم في الرؤيا؟
وجزاكم الله خيرًا.
أرجو أن تصفوا لي الحور العين في الجنة، وكم عددهن لكل مسلم؟ وهل من سبيل لرؤيتهم في الرؤيا؟
وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فوصف الحور العين يؤخذ من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد وصفت فيهما بما لا مزيد فيه، وكل واصف لهن لا محيد له عنهما، وقد ذكرنا طرفاً من ذلك في الفتويين التاليتين: 5147، 62696، وقد أبدع العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى حيث يقول في قصيدته الرائعة في وصفهن:
فاسمع صفات عرائس الجنات ...... ثم اختر لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقا ...... ومحاسنا من أجمل النسوان
حتى يحار الطرف في الحسن الذي ...... قد ألبست فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها ...... سبحان معطي الحسن والإحسان
والطرف يشرب من كؤوس جمالها ...... فتراه مثل الشارب النشوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها ...... كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها ...... والليل تحت ذوائب الأغصان
فتراه يعجب وهو موضع ذلك من ...... ليل وشمس كيف يجتمعان
فيقول سبحان الذي ذا صنعه ...... سبحان متقن صنعة الإنسان
لا الليل يدرك شمسها فتغيب عند ...... مجيئه حتى الصباح الثاني
والشمس لا تأتي بطرد الليل بل ...... يتصاحبان كلاهما أخوان
وكلاهما مرآة صاحبه إذا ...... ما شاء يبصر وجهه يريان
فيرى محاسن وجهه في وجهها ...... وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ ...... سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها ...... فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا ...... يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك ...... في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي ...... في لثمه إدراك كل أمان
ريانة الأعطاف من ماء الشباب ...... فغصنها بالماء ذو جريان
لما جرى ماء النعيم بغصنها ...... حمل الثمار كثيرة الألوان
فالورد والتفاح والرمان في ...... غصن تعالى غارس البستان
والقد منها كالقضيب اللدن في ...... حسن القوام كأوسط القضبان
في مغرس كالعاج تحسب أنه ...... عالي النقا أو واحد الكثبان
لا الظهر يلحقها وليس ثديها ...... بلواحق للبطن أو بدوان
لكنهن كواعب ونواهد ...... فثديهن كألطف الرمان
والجيد ذو طول وحسن في بيا ...... ض واعتدال ليس ذا نكران
يشكو الحلي بعاده فهل مدى ...... الأيام وسواس من الهجران
والمعصمان فإن تشأ شبههما ...... بسبيكتين عليهما كفان
كالزبد لينا في نعومة ملمس ...... أصداف در دورت بوزان
والصدر متسع على بطن لها ...... حفت به خصران ذات ثمان
وعليه أحسن سرة هي مجمع ..... الخصرين قد غارت من الأعكان
حق من العاج استدار وحوله ...... حبات مسك جل ذو الإتقان
وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا ...... ما للصفات عليه من سلطان
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا ...... شيء من الآفات في النسوان
... إلخ تلك القصيدة الرائعة، وللوقوف عليها كاملة انظر روضة المحبين له أو شرحها لمحمد بن إبراهيم بن عيسى.
وأما عدد ما يكون للمسلم منهن في الجنة، فإن ألفاظ الأحاديث الواردة في ذلك مختلفة، فبعضها يذكر اثنتين، وبعضها يذكر اثنتين وسبعين، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ منهم زوجتان كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن . رواه البخاري قال المناوي: في رواية اثنتان لتأكيد التكثير، قال الطيبي: ثناه للتكثير نحو {ارجع البصر كرتين} لا للتحديد لخبر أدنى أهل الجنة الذي له ثنتان وسبعون زوجة .. فالعدد للتكثير لا للتحديد كنظائره.
وحاول المباركفوري في تحفة الأحوذي الجمع بين الروايات الواردة في ذلك أيضًا فقال نقلاً عن القارئ: والتوفيق بينه وبين خبر أدنى أهل الجنة من له اثنتان وسبعون زوجة وثمانون ألف خادم ، بأن يقال يكون لكل منهم زوجتان موصوفتان بأن يرى مخ ساقها من ورائها وهذا لا ينافي أن يحصل لكل منهم كثير من الحور العين الغير البالغة إلى هذه الغلية كذا قيل والأظهر أنه تكون له زوجتان من نساء الدنيا وأن أدنى أهل الجنة من له اثنتان وسبعون زوجة في الجملة يعني ثنتين من نساء الدنيا وسبعين من الحور العين. انتهى.
وقال الحافظ في الفتح: قوله ولكل واحد منهم زوجتان أي من نساء الدنيا، فقد روى أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعاً في صفة أدنى أهل الجنة منزلة، وأن لكل منهم من الحور العين ثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا، وفي سنده شهر بن حوشب وفيه مقال .. قال والذي يظهر أن أقل ما لكل واحد منهم زوجتان، وهذا هو الراجح.
وأما قولك: هل يمكن رؤية الحور العين في المنام؟
فالجواب عنه: نعم يمكن ذلك، وقد أثر عن بعض السلف مثله، إلا أننا لا نعلم سبيلاً لذلك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني