الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إلقاء الأكياس المكتوب عليها السيدة زينب في القمامة

السؤال

الأكياس المكتوب عليها (السيدة زينب) وهو اسم منطقة في بلدي، هل يجوز حمل الأشياء داخلها أو رميها في القمامة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فرمي الأكياس في القمامة يختلف حكمه بحسب المكتوب على تلك الأكياس، فإن كان المكتوب عليها فيه اسم من أسماء الله تعالى أو أسماء أنبيائه، فإنه يجب احترامها وصيانتها عن أن تلقى في مكان لا يليق بها، قال ابن حجر في فتاواه: فإن القرآن وكل اسم معظم، كاسم الله أو اسم نبي له، يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه. انتهى.

والمقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم منه أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عيسى عليه الصلاة والسلام، أو موسى كليم الله ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد أو عيسى أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم،

قال الدردير في الشرح الكبيرعلى مختصر خليل في الفقه المالكي: «ويكره الاستنجاء بيد فيها خاتم، فيه اسم الله ‌أو ‌اسم ‌نبي وقيل يمنع.» انتهى

وقال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير معلقا على كلام الدردير:

«قوله: ويكره الاستنجاء إلخ هذا القول قد رجحه ح وقوله: ‌أو ‌اسم ‌نبي أي مقرون بما يعينه كعليه الصلاة والسلام لا مجرد الاشتراك قوله: وقيل يمنع هو ما ذكره المصنف في التوضيح قال في المدخل وما روي من الجواز عن مالك فرواية منكرة حاشاه أن يقول بذلك ومحل الخلاف إذا كانت النجاسة لا تصل للخاتم وإلا منع اتفاقا.» انتهى

ومع أن الأسماء إذا لم يرتبط بها ما يفيد أنها أسماء معظمة في الشرع، فإن كثيراً من أهل العلم رأوا حرمة كل مخطوط باللغة العربية، ومنهم من قال بحرمة الحروف مطلقاً عربية كانت أو غير عربية، قال الشيخ إبراهيم اللقاني ‌محل ‌كون ‌الحروف ‌لها ‌حرمة إذا كانت مكتوبة بالعربي وإلا فلا حرمة لها إلا إذا كان المكتوب بها من أسماء الله وقال عج الحروف لها حرمة سواء كتبت بالعربي أو بغيره وهو ما يفيده ح وفتوى الناصر قال شيخنا وهو المعتمد. انتهى.

قال الدسوقي المالكي في حاشيته على الشرح الكبير: قال الشيخ إبراهيم اللقاني: محل كون الحروف لها حرمة إذا كانت مكتوبة بالعربي، وإلا فلا حرمة لها إلا إذا كان المكتوب بها من أسماء الله، وقال علي الجهوري: الحروف لها حرمة، سواء كتبت بالعربي أو بغيره، وهو ما يفيده الحطاب وفتوى الناصر. قال شيخنا وهو المعتمد. انتهى.

وبناء على ذلك، فإن الأكياس المكتوب عليها كلمة السيدة زينب، ليس لها حرمة المخطوطات التي يعظمها الشرع، ولكن لها حرمة الحروف، فلا ينبغي -إذا- أن ترمى في القمامات، وأما حمل الأشياء داخلها فلا نرى مانعاً منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني