السؤال
أحيانا بسبب الوسوسة أشعر بثقل عند القراءة مما يجعلني ألفظ بعض الكلمات (سواء في الفاتحة أو التشهد) بعصبية أي أني أشعر كأني أغضب من الله عز وجل بسبب هذا البلاء -عياذا بالله- يوسوس لي الشيطان، بأن الله لو أراد لأذهب عنك ذلك، ولكني أعلم أن وسوسة الشيطان لا بد منها وأن الإنسان لا بد له من أن يتغلب عليها، لأني أخطأت في قراءتها بدون قصد بل بسبب الوسوسة فأعيد، ولكن الإعادة تجعلني في حال اضطراب أشد وقد يستمر الخطأ، فهل علي أن لا أعيد وأحاول اللفظ مرة واحدة بقدر المستطاع -حتى لو لفظتها بعصبية- بغض النظر عن السبب لأني لم أقصد ذلك وأعتبر أن ذلك خرج مني رغما عني و بدون قصد -والعياذ بالله- هذه المشكلة تجعلني أنفر وأجد صعوبة بالغة عند القيام للصلاة حتى أني قد أؤجل الصلاة لأخر الوقت حتى أن بعض الصلوات قد فاتتني بسبب هذه المشكلة؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله جلا وعلا أن يذهب عنك هذا الوسواس الذي ألم بك، وأن يمن عليك بالصحة والعافية.
وأما ما يتعلق بقراءتك وصلاتك فالأمر سهل ولله الحمد.. فما عليك إلا أن تتوضأ وتقبل على صلاتك وتقر,أ فلو شككت أنك أخطأت فلا تلتفت إلى هذا الشك، وعامل نفسك على أنك أصبت وقراءتك قراءة صحيحة, لأن الشك المذكور وسواس من الشيطان ليفسد عليك صلاتك، وأحسن علاج له ألا تلتفت إليه إطلاقاً، والعلماء يقولون: لا عبرة بشك من كثرت شكوكه، ونوصيك بحسن الظن بالله, وأنه إنما يبتلي عباده المؤمنين الصادقين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل... فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري.
قال العلماء: يبتلى الأنبياء لتضاعف أجورهم، وتتكامل فضائلهم، ويظهر للناس صبرهم ورضاهم فيقتدى بهم، وليس ذلك نقصا ولا عذاباً، واحذر من التهاون في الصلاة فإن ذلك يزيد في وساوسك وأوهامك, وما فاتك منها فقم بقضائه، وتوجه إلى الله بالدعاء بصدق وإخلاص عسى الله أن يفرج همك ويبدلك مكانه فرحاً وسروراً، واقرأ الفتوى رقم: 51601 بتأمل وتدبر عسى الله أن ينفعك بها.
والله أعلم.