الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة مع امرأة أجنبية قبل زواجها وبعده

السؤال

إلى جميع من هو قائم بالعمل في هذه الشبكة الموفقة والدالة على الخير.. أخبركم أني أحبكم في الله وسؤالي هو:
أحببت فتاة تكبرني بـ 7 سنوات وأنا عمري الآن ولله الحمد 32 سنة وهي 39 سنة وكانت علاقتنا كبيرة جدا تحتوي ( غفر الله لنا ) مكالمات هاتفية ومقابلات غير شرعية وقد تمسكت بقراري بعدم الزواج بغيرها وجاهدت أمي وأبي على الموافقة طيلة 3 سنوات فلم يوافقوا حتى أن الفتاة التي أحببتها تقدم شخص أخر وقد ملت من الانتظار ويشهد الله أني فعلت جميع ما بوسعي لأتزوجها وتدخل في الموضع أخوالي وأعمامي ولكن رفض والدي ووالدتي هو :
1 ـ أن الفتاة تكبرني ب7 سنوات
2 ـ أنها خانت أهلها وتكلمت معك بالهاتف وقد عرف الوالد أنا تخرج معي وأن هناك مكالمات ومقابلات .
3 ـ أنها في نظر أمي غير جميلة وأنا ولله الحمد شاب وسيم .
تغيرت أحوالي بعد أن عقد قرانها على شخص غيري فتغيرت أحوالي مع أمي وأبي وإخوتي وكل من حولي فلا أطيق أن أسمع لهم أو أكلمهم حتى أني أقضي وقت الوجبات مثل الغذاء فقط أمامهم دون الحديث معهم من شدة حبي للفتاة وأنها قد عقد قرانها لجأت إلى الله عز وجل أن يبدلني خيرا منها علما أني ولله الحمد شاب متدين محافظ على الصلاة وبر الوالدين ومن نعم الله علي أني دائم الابتسامة ومحب للخير للمساكين والمحتاجين ( لا أزكي نفسي والله أعلم بما أقول ) حافظت على الصلاة مبكرا لكي أقوم بقراءة القرآن وإكثار دعاء الهم والحزن والكرب ودعاء المصائب ولكن بعد فترة من خطوبة الفتاة التي كنت أحبها لم تستطع هي البعد عني وقامت بمراسلتي عبر الجوال وتتصل علي وتخبرني أنها غير سعيدة بهذا الرجل الذي تزوجها وهي تفكر ليل ونهار حتى أنها أخبرتني أنه حين يريد أن يقبلها تفكر أنه أنا ولا زالت تكلمني بالهاتف ووالله أني أقوم بردها على ما تفعله وأقدم لها النصيحة بأن تلجأ إلى الله والدعاء آخر الليل وأن تقوم الليل ولكن ما هو الحل وما هو الحكم علينا في مثل هذه الأمور .. علما أن أبي رجل شديد التعامل معه ولكبر سنه وتمسكه بالعادات القديمة ويقول إنها خانت أهلها وممكن أن تخونك في يوم من الأيام .. أتأكد أني على ثقة من هذه الناحية فحبها لي كبير جدا ..
أرجو إفادتي جزاكم الله خيرا وما هو الشيء الذي تنصحوني به في مثل هذه العلاقة وخاصة بعد عقد قرانها .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم – بارك الله فيك أنك رتكبت ذنبا وقارفت إثما بعلاقتك بهذه المرأة قبل زواجها وبعد زواجها، والأخيرة أشد، أما قبل زواجها فإنه لا يحل لك أن تربط علاقة مع فتاة أجنبية، وتحادثها عبر الهاتف، وتقابلها، ونحو ذلك، لغير داع يقتضي ذلك بدعوى محبتها ورغبتك في الزواج بها.

وأما العلاقة بها بعد زواجها فالأمر أشد، والإثم أعظم، لما فيها من افساد للزوجة على زوجها, وهذا من الذنوب العظيمة، وفي الحديث: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. أخرجه أحمد وابن حبان.

ولذلك يجب عليك قطع علاقتك بها، ومن ذلك عدم الرد على اتصالها مطلقا.

وعليك التوبة إلى الله من هذه العلاقة بشروط التوبة من الندم على ما فعلت, والإقلاع عن هذا الذنب, والعزم على ألا تعود، إن كانت لك يد في استمرار هذه العلاقة.

ولتحرص على بر والديك رضاهما، ولتأخذ برأيهما في موضوع زواجك، ونسال الله أن يدفع عنك حب هذه المرأة، ويصرف قلبك عنها، وراجع الفتوى رقم:9360، في علاج العشق، كما قرره ابن القيم رحمه الله، واعلم أن ما تخوف منه والدك وارد جدا, ولا يغرك زخرف القول منها الآن, فالشيطان يدفعها ويدفعك إلى هذه العلاقة المحرمة, وربما إذا ظفرت منها بالحلال تغير الأمر وتبدل كما هو مشاهد مجرب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني