الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدين والخلق أساس في اختيار الزوج

السؤال

نحن عائلة سورية تعيش في بلد عربي آخر وأبي لا يستطيع الدخول إلى سورية لأسباب سياسية وعندما ذهبنا هذه العطلة إلى سورية تقدم ابن عمي ولكني لم أوافق لأنه لم يدخل قلبي ثم تقدم لخطبتي آخر فوافقت عليه وباعتبار أن عمي المسؤول هناك رفض استقبال هذا الخاطب وأقنع أبي أنه غير صالح بحجة أنه يعيش في ألمانيا أي في الغربة ومطلق سابقا، فهل أضغط عليهم لكي يوافقوا أم أن هذا التعسير والعرقلة إشارة من الله عز وجل بعد الاستخارة خاصة أن أبي بيده الأمر ولكنه لا يستطيع الحكم لأنه لم يره فضلا عن رأي عمي
أما أنا فأريده، أشيروا علي بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الشاب كفؤا لك، وكان مرضيا في دينه وخلقه، فلا ينبغي لوليك رده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.

فإذا كان الشاب كذلك فلك التمسك به، ومحاولة إقناع والدك للقبول به، ويلاحظ أنك لم تذكري في السؤال، اتصاف هذا الشاب بالدين والخلق، ويبدو أنك لا تهتمين بهذا المعيار، فلذا ننصحك بأن يكون الدين والخلق نصب عينيك في اختيارك للزوج، فإن الزواج مما يدوم أمره ويعظم خطره.

كما ينبغي لك مراعاة رأي والدك لما له من تجربة في الحياة أكبر، ونظرة إلى الأمور أبعد، مع ما له من الحق في عدم مخالفته وعدم إهماله فيما يشق عليه، وراجعي الفتوى رقم: 73463.

ولا بأس من تكرار الاستخارة، حتى يشرح الله صدرك لأي الأمرين تختارين، قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ {القصص:68} والخير فيما اختاره سبحانه.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني