السؤال
في البداية أحييكم وأشكركم على مجهوداتكم الرائعة في هذا الموقع,, وفقكم الله إلى ما فيه خير هذه الأمة وجزاكم الله عنا كل خير.
أنا طالب أدرس في إحدى الدول غير المسلمة, وفي المكان الذي أقيم عدد لابأس به من المسلمين من مختلف الجنسيات, تجمعهم الدراسة أو العمل أو الإقامة. ولا أخفيكم أمرا بأن معظم المسلمين هنا غافلون عن أمور دينهم والبدع بينهم كثيرة. بعد جهد قمنا بتأجير مكان صغير ولله الحمد والمنة لأداء صلاة الجمعة وبعض الصلوات الأخرى جماعة وإن كان العدد الذي يحضر قليلا. ورغم أني لست بعالم ولامتخصص بعلوم الشريعة فقد من علي الله وتفضل بأن أصبحت إماما غير راتب لصلاة الجمعة نظرا لأن معظم الموجودين من العجم ولا يتكلمون العربية ويلحنون في قراءة القرآن ، الحمد لله وبتوفيق من الله وبالإستعانة بموقعكم هذا وبعلمائنا الإجلاء الثقات أمثال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغيره كثير أقوم جاهدا بتوضيح ما أستطيعه من أمور الدين الضرورية. ولكن ياشيخ البدع والمنكرات كثيرة وأحيانا أقابل أناسا مصرين على رأيهم.وحتى لا أنفر الناس من الدين دائما أتكلم عن الأمور الأساسية في الإسلام كالتوحيد والصلاة وأهمية اتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, الحجاب ..الخ.الآن شارفت دراستي على الانتهاء وسأترك هذا البلد قريبا إن شاء الله, وكلما اقترب موعد رجوعي إلى بلدي أشعر بتأنيب الضمير لأنه يوجد هنا منكر كبير لم أستطع أن أتحدث عنه, ربما خوفا من أنعت بالمتعصب أو ربما لأن الحديث عنه سيجلب لي كثيرا من المشاكل. ولكن عندما أتذكر قول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ"أشعر بالخوف الشديد. هنا يوجد كثير من الفتيات المسلمات يقمن وحدهن في هذا البلد بحكم الدراسة وبدون أي محرم,, وفترة إقامتهن تستمر غالبا لعدة سنوات..والغريب أن هذا الأمر طبيعي ولاينكر عليهن أحد. فهل بسكوتي عن هذا الأمر أكون آثما, مع العلم بأني حتى لو تكلمت فلن يستمع لي أحد..والسبب الرئيسي من وجهة نظري بأن جل اللاتي يدرسن هنا يحصلن على منحة مالية عالية نوعا ما ويتم اختيارهن من بين عدد كبير من المتقدمات. فوجودهن هنا يعتبر فرصة ذهبية بالنسبة لهن, كما أن هذه البلد آمنة جدا. والسبب الآخر هو أن وجود هؤلاء الفتيات هنا وبدون محرم يبدو أنه أمر طبيعي لدى أهلهن في بلدهن, وأحيانا أتعجب أن لا يوجد في بلدانهن علماء أو دعاة يبينون لهن حرمة السفر بدون محرم وخصوصا إلى بلاد الكفر! وبالتالي فإن كلامي عن هذا المنكرلن يكون له أي تأثير بل سيكون نشازا. عذرا على الإطالة وأرجو منكم أن ترشدوني إلى كيفية التصرف في مثل هذه المواضيع,,وما حكم سكوتي عن هذا المنكرفي مثل هذه الظروف. وهناك نقطة أخرى أود أن أستفسر عنها: قرأت في هذا الموقع ( فتوى رقم : 30583) بأنه لايشترط أن يبقى محرم المرأة معها في البلد الذي ستسافر إليه. فهل معنى هذا بأن وجود هوءلاء الفتيات هنا جائز إذا أتين لهذا البلد مع محرم, ثم إن المحرم تركهن وبقين وحدهن للدراسة إذا أمنت على نفسها ؟
جزاكم الله خيرا .