الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا سلطان لك على الفتاة بعد خطبتها

السؤال

أنا شاب مصري أبلغ من العمر 28 سنة وأعمل بالكويت تقدمت لخطبة فتاة منذ أكثر من تسعة شهور ووافق أهلها وهي أيضا وافقت وبعد مضى حوالي ستة أشهر بدأت المشاكل من جهة أهلها وخاصة والدتها وأخوها لفسخ الخطبة وتزويجها لشخص في العائلة مع العلم أن والدها كان رافضا تزويجها لهذا الشخص ولكن الفتاة وقفت ضدهم وقالت لن أتزوج غير خطيبي هذا وكانت حجة والدتها أنها عندما تمرض لن تجدني وستجد هذا الشخص وحجة أخيها أن العائلة قاطعته وهو لا يريد أن يخسر أحدا من العائلة وبعد محاولات اتخذ والدها قرارا بتزويجها لي حسب رغبة الفتاة واتصل بأهلي كي يحضروا الشبكة ويعقد أبي القران نيابة عني بتوكيل عام كنت قد سجلته لأبي من قبل وعندما ذهبت عائلتي إليهم أحضروا لهم شبكة بأكثر مما طلبوه واتفقوا على كل شيء ولم نناقشهم فيه حتى إن هناك بعض تجهيزات العروس يجب أن تحضرها رفضوا إحضارها فوافقنا أن نحضرها نحن وكمساعدة منا لهم في تجهيز العروس ولكن التوكيل العام رفض من قبل المأذون الشرعي بحجة أنه ألغي للزواج والطلاق فقمت بتحرير توكيل خاص بالسفارة وإرساله إليهم وعندما وصل التوكيل لهم اتصل بهم والدي لكي يذهب ويعقد القران فرفضوا لعد أسباب وهي 1- أن أذهب وآخذ العروس من المنزل بدلا من الصالون(الكوافير) مع العلم أنهم اشترطوا علينا عندما ذهبنا إليهم في بداية الخطبة ألا أذهب إلى المنزل عندهم وسآخذ العروس من الصالون ( هذا كان شرطهم وليس شرطي خوفا علي من السحر والربط وهذا شيء مشهور كثيرا عندهم) 2-وأن أعقد قراني بنفسي عندما تأتي إجازتي فوافقنا ولكنهم رفضوا بعد موافقتنا وأعادوا إلينا الشبكة ولم تجد معهم محاولات أفراد العائلة لعودة الأمور إلى سابقتها وقال والدها إنه لن يزوجها قبل 4 أو 5 سنوات ولكن فؤجئنا أن الشخص الذي رفضه والدها في البداية قد أحضر لها الشبكة ثاني يوم من إحضار والدها الشبكة لنا مع العلم أن الفتاة تحبني كثيرا ولكنها مرغمة على ذلك حتى إنها رفضت لبس الشبكة الجديدة وأنا أيضا أحبها ولا أستطيع الاستغناء عنها مع العلم أن والدتها بنت خالتي فما رأي الدين في ذلك وهل أتخلى عنها بعد كل هذا الحب وماذا أفعل مع العلم أننا طلبنا منهم أننا سنأخذها وسنجهزها نحن بالكامل ولن يحضروا أي شيء لها إن أرادوا ذلك ولكن لا فائدة فهل قد يكونون سحروا والدها لكي يرفضني وإن كانوا فعلوا هذا كيف أعرف وكيف نستطيع إبطال هذا السحر إذا كانوا فعلوه أفيدوني أفادكم الله وجزاكم خيرا وكل عام وانتم بخير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نشكرك على استشارتك لنا في ما نزل بك من مصيبة، ونسأل الله عز وجل أن يخلف عليك خيرا منها ويأجرك عليها، وقبل أن نشير عليك فيما ينبغي لك فعله نوضح أمرين متعلقين بمسألتك:

الأول: حكم فسخ الخطبة.. وهو الجواز من الطرفين لأنها ليست عقدا ملزما ، فيحق لكل طرف أن يفسخ الخطبة، ولكن الأولى عدم فعل ذلك لغير حاجة.

الثاني: حق الفتاة في اختيار الزوج، فالعلماء يقولون إذا دعت الفتاة البالغة العاقلة إلى الزواج بالكفء وجب على الولي تزويجها به ، والكفء الذي تختاره الفتاة مقدم على الكفء الذي يختاره الولي، فإن أبى تزويجها اعتبر عاضلا ولها أن ترفع أمرها إلى القاضي ليزوجها.

أما أنت فعليك قطع علاقتك بهذه الفتاة لأنها أجنبية صارت مخطوبة لرجل آخر، بعد أن فسخت خطبتك بها، وأنت تعلم حرمة خطبة المسلم على خطبة أخيه، وليس لك التدخل في شأن الفتاة مع أهلها.

وننصحك بالرضى بالقضاء وبما قسم الله لك، وتذكر قوله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}

كما ننصحك بالبحث عن فتاة أخرى ذات دين ، ومن أسرة طيبة، فإذا وجدتها فاظفر بها .

وفقك الله لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني