الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتزوج بمن كان على علاقة عاطفية معها

السؤال

أرجو من سماحتكم إرشادي فيما أفعله حيال قضيتي، لي علاقة مع فتاة منذ 6 سنوات من دون علم أهلها، وكان بيننا معاصي، ولكن الحمد لله لم نقع في الكبيرة، وبيننا اتفاق على الزواج ولا يزال، أنا الآن تبت إلى الله والحمد لله وقد قطعت اللقاءات معها إلا بعض الاتصالات الهاتفية في مناسبات العيد وغيرها، وأنا التزمت والحمد لله ولا أرى فيها الزوجة المثالية من حيث الالتزام (على الأقل على المقاس الذي وضعته لزوجة المستقبل)، وأنا مقبل على التقدم لخطبتها لأهم سبب وهو أن يكفر الله ما كان مني من معاص، فهل نحن ملزمون بالوفاء للعهد، وهل الدافع الذي ذكرته للتقدم لها كاف، خاصة وأنه بلغني أن العلاقات قبل الزواج في أغلب الأحيان تكون سببا لهدم الزواج، فأرجو من سماحتكم إرشادي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله على أن تبت من هذه المعاصي، والحمد لله على أن عصمك من الوقوع في نهايتها وهو الزنا، الذي قال الله فيه: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وليس من شرط التوبة أن تتزوج بهذه الفتاة، فالتوبة كافية لتكفير الذنوب التي اقترفت معها، وليس من شروط صحة التوبة الزواج ممن كان يعصى الله معها، أما الوفاء بالوعد فهو مطلوب، لكن إذا كانت الفتاة غير صالحة وغير متدينة، فلا ينبغي لك الزواج بها، واحرص على ذات الدين.

وأما إذا تابت إلى الله من تلك العلاقة، فهي جديرة بأن تفي لها بما وعدتها، ولا أثر لتلك العلاقة على نجاح الزواج إن شاء الله تعالى، فإن التوبة تهدم ما قبلها، ولا يؤاخذ التائب على ما فعله قبل التوبة. وانظر شروط التوبة في الفتوى رقم: 1106.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني