الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لعل فسخ الخطبة فيه خير كثير

السؤال

أنا إنسانة محجبة ومتواضعة أملي في الحياة طاعة الله ورسوله، ومشكلتي تتلخص في كلمتين تقدم لخطبتي شخص صالح على قدر من الخلق والاحترام وملم بقواعد دينية تقابلنا لنناقش موضوع الزواج في هذا اللقاء أعطينا لكل واحد فرصة التعريف بنفسه ولا أخفي عنكم أنني من جهتي ارتحت له كشخص أبحث عنه بكل المميزات التي رغبتها وتمنيتها في شريك حياتي رغم أني أخذت انطباعا خلال تلك الزيارة أنه متردد وكما قال هو أنه يشعر بالخوف فقلت له أنا كذلك خجلة ومتخوفة فقط ولكن أحسست أنه متردد ومتخوف والله أعلم اختصار أعطينا لكل واحد منا فرصة التفكير مع الاستعانة بصلاة الاستخارة طبعا، رغم أني أُعجبت بشخصيته وأُعجبت بأخلاقه وأدبه واتزانه وحرصه على الدين فارتحت له، وبعد تلك المحادثة أخذنا وقتا لمدة أربعة أيام لصلاة الاستخارة وبعدها اتصل بي الشخص معتذراً لأنه بعد استخارته أحس بعدم الطمأنينة فلم أشعر ساعتها سوى بالإحباط واليأس وعدم الثقة بالنفس، لكن هو أكد لي أن عدم اطمئنانه ليس لأنه رأى عيبا في أو لسوء أخلاقي أو شيئا من هذا القبيل بل شكر في أخلاقي الممتازة واتزاني وحشمتي، ولكن لأنه هو ليس مرتاحا لبداية هذا المشوار أو ليس مستعدا والله أعلم ولا أخفي عليكم مدى تعاستي وخيبة أملي في تلقي ذلك الخبر لأني لم أنتظر ذلك لأني قلت لقد بعث لي ربي إنسانا كنت أبحث عنه بتلك المميزات المعنوية وليس المادية فخيب رجائي وصدمت بذلك فتأزمت لأني لم أفهم هل في عيب لم يرد الله أن يجعله من نصيبي أم أن هناك شيئا فأعينوني على حل مشكلتي فأنا مخنوقة ومتأزمة كرهت نفسي ولم أعد أعرف ما هو الحل، هل العيب فيه أم أن الله لم يقدر لي الزواج به لسبب فيه أم في والله أعلم أفيدوني بالجواب لكي أرتاح نفسيا فأنا حائرة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فندعوك -أيتها الأخت الكريمة- إلى أن تهوني على نفسك هذا الأمر، وتعلمي أن المؤمن لا يصيبه إلا ما هو خير له، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.

ثم اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولعل ما حصل فيه لك خير كثير، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ {البقرة:216}، وقال تعالى: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، واعلمي أن فسخ الخطبة قبل الزواج أهون بكثير من فسخها بعد أيام من الزواج، فعليك أن ترضي بقضاء الله تعالى وقدره، ففي الحديث: فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط.

وأن تلجئي إلى الله تعالى بأن يذهب ما بك، وأن يسهل أمرك، ويختار لك الذي فيه الخير، وعليك بشغل وقتك بالنافع المفيد، والابتعاد عن الخواطر والأفكار التي تفسد عليك دنياك ولا تصلح معها آخرتك، ونسأل الله أن ييسر أمرك، ويرزقك زوجاً خيراً من هذا الذي فسخ خطبتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني