الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من إقامة علاقة مع رجل أجنبي

السؤال

أنا كنت على علاقة بشاب مدة سنتين فقط ملامسات أي ما في دخول وكان واعدني في حال تزوج لا يقطع العلاقة ونبقى فقط أصدقاء، لكن أول ما خطب نفر مني وقال إنه تاب، وأنا أعرف أنه لم يكن ليتوب إلا لأنه لقي البديل أي كان سيستمر معي إلى أن يخطب وهو تزوج ويمكن أصبح عنده أطفال، فهل هذا عدل؟ أنا غلطانة لا أنكر لكن هو استطاع الزواج وأنا لا، وكنت موافقة على زواجه لأنه كثيرا كان يصر على عدم تركه لي، فلماذا هو سعيد وأنا تعيسة حاولت الانتقام لكن أتراجع أرشدوني؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما نرشدك إليه ونوصيك به هو تقوى الله عز وجل، والمبادرة إلى التوبة ولزوم الاستغفار، فقد قال سبحانه وتعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}، وقال تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، وقال صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أحمد وأبو داود والحاكم.

ولتعلمي أن ما أقدمت عليه من العلاقة مع هذا الشاب لا يجوز أصلاً، ويكون الأمر أعظم والتحريم أغلظ والعقوبة أشد إذا تم الإصرار عليه والاستمرار فيه وعدم التوبة منه، فقد حرم الإسلام أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين إلا عن طريق الزواج الشرعي، ومن هنا تعلمين أن ما ذكرت كله غلط بين وخطأ فادح يجب عليك التوبة منه، ولا يجوز لك الانتقام من عبد كان على معصية ثم تاب منها ورجع عنها إلى الرشد والصواب.

واسألي الله تعالى أن يصلح حالك ويرزقك الزوج الصالح كما رزق به غيرك، فإن ما عند الله تعالى لا ينفد، وقد قال سبحانه وتعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، نسأل الله تعالى أن يتوب عليك ويصلح حالك، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 56567.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني