الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا فتاة مطلقة بعد طلاقي تقدم لي شاب أردني لخطبتي أخو صديقتي فكان يعلم بوجود خلافات ومنازعات قديمة بالمحاكم مع زوجي الأول فقال لي هو وأخته تنازلي عن حقك وأنا أعوضك عن كل شيء وبعد تنازلي وانتهاء الموضوع تقدم لخطبتي ونزل مصر وتمت الخطبة وكنا قد اتفقنا على شبكة ومهر 20 ألف من ضمنهم 10 آلاف شبكة وقد تكفلت بجميع مصاريفهم من ضيافة وهدايا له ولعائلته ونزل عندنا 3 مرات وكانت عائلته معه مما كلفني حوالي 7 آلاف جنيه أو أكثر في المرة الأولي والثانية فلقد كانت عائلته جريئة ويطلبون أي شيء يريدونه من أكل وخروج وهدايا وما كنت أبخل بشيء حتى هو كنا لما نخرج ومعه عائلته ومعي والدتي كان يجعلني أدفع ثمن كل شيء كان يطلب منى المال ولا يرده وكل شيء حتى فستان الشبكة قال لي ادفعي وأنا بعدين أحاسب ولم يدفع وأشياء كثيرة مما جعلني أن أضطر لبيع ذهبى القديم حتى أصرف عليهم حتى أستطيع أن ألبي لهم طلباتهم وخاصة هو وأمه فلقد اتضح لي أنها جريئة فكلما شاهدت أي شيء من أثاث بيتي القديم كانت تقول أنت غير ناوية تجيبى ها الأشياء معكى وكذلك أخواته كن يرغمنني على الخروج معهم ويجعلنني أدفع لهن كل شيء بسلامة نية حتى والدته كانت تدخل تشتري أشياء من أي محل وهو معي كان يطلب مني أن أحاسب لها على هذه الأشياء وكان يتحجج بعدم وجود سيولة معه وأنه لم يحول فلوسه من دولارات لجنيهات لدرجة أنه مرة اشترى لي موبيل هدية وأعطاني إياه وأخذ موبيلي القديم ووضعه بشنطته ولم يخبرني وفوجئت بأخته تطلب منى موبيلي القديم لها فبحثت عنه وفوجئت أنه اخذه مع العلم( أنه موبيل أخي وليس موبيلي وقد أعطاه أخي لي قبل سفره) فسألته على الموبيل فقال إنه معه وأخذته منه فأعطيته لأخته فكانت تريده بشدة .
ولكن بعد ذلك حدثت خلافات وهو السبب فقد أهانني مرات بطريقة كلامه الجارح وقال لي بدون سبب ذات مرة ( أنت تطولي شخص عازب مثلي أن يتزوج مطلقة ) فقد كان منافقا وغير صادق معي في كل شيء حتى كتب الكتاب والزواج كان اتفاقه على أساس شهر 2 وقبل نزوله بالمرة الأخيرة اتصل بي وقال لي أنا أجلت الزواج لشهر 8 بدون سبب وكان يتحدث بأسلوب غريب حتى لدرجة أنه مرة يقول لي إنه اشترى أثاث المنزل ومرة آخرى لم أشتره ومرة اشتريته بالقسط ومره آخرى أنا لم أشتره أصليا والدي ووالدتي قالوا لي في أثاث بيت مستعمل في المحلات وغيره فلقد دامت الخطبة لحوالي 8 أشهر فلقد تنازلت عن أشياء كثيرة وفي آخر زيارة له هنا لاحظ هو ووالدته أني ما كنت مثل الأول وكانت فلوسي خلصت عليهم وعلى طلباتهم ومصاريفه فكنت أجعله يدفع ويصرف من معه في آخر زيارة وكان ظاهرا عليهم الضيق لدرجة أن والدته وهى تتحدث مع والدتي في موضوع أثاث البيت وأنه قال إنه كل شيء سيشتريه جديدا ترد والدته تقول لوالدتي أنت بنتك متكبرة على إيه أي بمعنى آخر يعنى هي بنتك كانت تطول تتزوج ابني وبعد سفره فوجئت باتصاله بي وقوله لي إن كل شيء قسمة ونصيب واتصل بعدها والده قال لخالي إن كل شيء قسمة ونصيب بدون سبب وبعدها اتصل والده بخالي يطلب منه الشبكة وقال له إني كنت دائما أقارن بينه وبين زوجي الأول وإني قلت له إنه ليس له شخصية ولكن هذا ما حدث مني وأنهم قالوا هذا ليبرروا موقفهم فذهبت لدار الإفتاء بالأزهر الشريف وحكيت لهم الموضوع وقد أجمعوا اأن الشبكة من حقي وليس من حقه . وأعطوني فتوى مختومة من دار الإفتاء بالازهر الشريف وحينما اتصلوا ثانية قال لهم خالي إن الشبكة من حقي ولا أعرف ما أصابهم اتصل بعدها والده بخالي يقول له إنهم مازالوا باقين علي ومازالوا يريدونني طبعا بعد ما حدث هذا ليس لهم أمان بعد ما حدث لي وأنا في وسط أهلي كيف أطمئن وأنا معهم هناك واتضح لي أنهم لا يريدونني أنا إنهم يريدون الشبكة فما حكم الدين في هذا؟
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

وبعد فقد بينا حكم شبكة الخطوبة ولمن تكون حال فسخ الخطوبة، وذلك في الفتويين رقم: 6066، 44658، ومادامت لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف قد أفتوك بأنها لك فلك أن تأخذي بفتواهم لأنهم أدرى بما تعارف عليه الناس هناك.

وما استدانه منك خطيبك ولو لحاجتك أنت فعليه أن يسدده ويعيده ما لم تسامحيه فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه. أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح. وما أعطيته من هبات له أو لأهله وقبضوه فليس لك الرجوع فيها.

وأما ما ذكرت من تعاليه عليك لكونك مطلقة فهذا لا ينبغي، وإن كانت تلك قناعته فالأولى فسخ الخطبة والإعراض عنه، والبحث عن غيره من ذوي الخلق والدين قبل عقد الزواج ومجيء الأولاد وتفاقم الخلاف. ولا يجوز لك وصفه بالنفاق أو ذكره بغير ذلك من الصفات القبيحة لغير تظلم أو استفتاء لأن ذلك من الغيبة المحرمة.وانظري الفتوى رقم: 6710.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني