السؤال
ما حكم المسلم الذي تعرض للظلم والإهانه بشدة من أخية المسلم ثم رأى عقاب الله للظالم في الدنيا، ولم يستطع أن ينزع من قلبه الفرح لما حدث للظالم في الدنيا، فهل على المظلوم إثم لأنه فرح لعقاب أخيه في الدنيا، أم أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يريح صدر المظلوم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن للمظلوم مع ظالمه ثلاث خيارات:
1- العفو عن الظالم رجاء ما وعد الله به من الأجر العظيم والثواب الجزيل.
2- عدم العفو واحتفاظ المظلوم بحقه ليلقى الظالم عقابه من الله تعالى عاجلاً أو آجلا.
3- أخذ الحق ومقابلة السيئة بمثلها دون زيادة.
وأفضل هذه الخيارات هو الأول، وسبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54580، 44986، 54408.
أما الحقد والكراهية والشماتة بالمصاب والفرح ببلاء المبتلى.. فليست من أخلاق المسلم، ولا ينبغي له أن يطوي قلبه على هذه الأخلاق المذمومة، بل ينبغي له أن يتذكر قول الله تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}، وأن يجعل أبا بكر رضي الله عنه قدوته في ذلك، فعند ما نزلت هذه الآية تنازل عن مظلمته، وقال: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فأعاد إلى مسطح النفقة التي كان يجريها عليه وقطعها عنه بسبب ظلمه لابنته عائشة رضي الله عنها، والأثر في الصحيحين وغيرهما.
وإذا عالج المسلم نفسه -بعد العفو- ولم يستطع أن يتغلب على ما يجده فنرجو ألا يكون عليه إثم ما لم يعمل أو يتكلم، لأن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عن ما في قلوبها ما لم تعمل أو تتكلم.
والله أعلم.