السؤال
العمل للدين واجب الجميع وكثيراً ما يتأخر العاملون للإسلام حتى ساعات متأخرة من الليل مما يضيع على كثير منهم صلاة الفجر في الجماعة ويقع المرء في حيرة الموازنة بين وجوب العمل وسد الثغرة التي نحن عليها وبين وجوب الصلاة في جماعة خاصة الفجر، فبماذا تنصحوننا؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن آكد الواجبات على المسلم المحافظة على أداء الصلاة المفروضة في أوقاتها المحددة، كما قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء:103}، وأن يصليها في الجماعة ما لم يتعذر عليه ذلك، ولا يجوز له أن يتسبب في تضييعها بطول السهر أو غير ذلك ولو كان ذلك لعبادة، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. رواه البخاري.
وصحيح أن العمل للدين واجب على الجميع، ولكنه واجب ليس مؤقتاً بالساعات المتأخرة من الليل، وإنما يصح أن يكون في النهار، وفي الساعات الأولى من الليل، وفي الساعات المتأخرة منه أيضاً، لكن بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى الإخلال بواجب الصلاة في الجماعة، ولو افترضنا أن الوقت المتاح لهذا العمل هو الساعات المتأخرة من الليل فقط، ولا يمكن الجمع بينه وبين أداء الصلاة في الجماعة، فالواجب تقديم أداء الصلاة في الجماعة عليه، لأن ذلك واجب عيني، والواجب العيني مقدم على الواجب الكفائي، إذا لم يمكن الجمع بينهما، ثم إن عليك أن تعلم أنه لا أحد أشد عملاً للدين من النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه رضوان الله عليهم، وقد جمعوا بين العمل للدين والمحافظة على الصلاة جماعة. ونسأل الله أن ييسر لنا ولكم القيام بأمر دينه دون التفريط في الواجبات العينية.
والله أعلم.