الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يحسن الابتعاد عن بعض الأمور في هذا الدعاء المذكور

السؤال

فضيلة الشيخ أنا فتاة أبلغ من العمر 32 سنه لم أتزوج حتى الآن وصلني عبر إيميلي أدعية لتيسير الزواج فهل يجوز أن أدعو بمثل هذه الأدعية، مع العلم بأني دائما أدعو أن يرزقني الله بالزوج الصالح، الأدعية المرسلة هي: أدعية لتيسير الزواج إن شاء الله - كثرةالاستغفار- كثرة تلاوة سورة الزلزلة- الكافرون- النصر- الصمد- صلاة ركعتين لله ثم الدعاء- رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير- (اللهم هب لي من لدنك زوجا)- اللهم ارزقني فلانا "زوجا" لي إنك علي كل شيء قدير- اللهم بحق قولك (والله يرزق من يشاء بغير حساب)، وبحق قولك (إن الله علي كل شيء قدير) وقولك الحق (بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) اللهم اجمع بيني وبين فلان بالحق وافتح بيننا بالحق وأنت الفتاح العليم، وقولك: (فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا)، ارزقني زوجا تقر به عيني وتقر بي عينه، اللهم إني أعوذ بك من بوار الأيم وتأخر الزواج وبطئه وأسألك أن ترزقني خيراً مما أستحق من الزوج ومما اّمل وأن تقنعني وأهلي به، اللهم حصن فرجي ويسر لي أمري واكفني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، اللهم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب والقادر، اللهم إن كنت تعلم في فلان خيرا فزوجنيه وأقدره لي، وإن كان في غيره خير لي في ديني ودنياي واّخرتي فاقدره لي، اللهم إني استعففت فأغنني من فضلك بحق قولك (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتي يغنيهم الله من فضله) اللهم عجل بقبول دعوتنا، اللهم يا مطلع على جميع حالاتنا اقض عنا جميع حاجتنا وتجاوز عن جميع سيئاتنا وزلاتنا وتقبل جميع حسناتنا وسامحنا، ونسألك ربنا سبيل نجاتنا في حياتنا ومعادنا، اللهم يا مجيب الدعاء يا مغيث المستغيثين يا راحم الضعفاء أجب دعوتنا وعجل بقضاء حاجاتنا يا أرحم الراحمين، اللهم استجب للجميع وارزقنا جميعا الخير كله... سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا مانع للإنسان من أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، كما في الحديث عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد ثم قال في آخره: ثم ليتخير من المسألة ما شاء. رواه مسلم. وقد صرح أهل العلم بأن الدعاء مستحب مطلقاً سواء كان مأثوراً أو غير مأثور، ومما يدل لمشروعية دعاء الإنسان بما يشاء ما في الحديث: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعليه. رواه أبو يعلى، وقال محققه حسين أسد: إسناده صحيح على شرط مسلم. وحسنه الألباني في المشكاة.

وعليه.. فلا بأس بالدعاء بهذه الأدعية التي ذكرتها، لأنها جميعاً داخلة في عموم الدعاء المأمور به، إلا أن ثمت أموراً يحسن الابتعاد عنها لما فيها من تحديد ما لم يرد به نص من السنة، ومن ذلك ما ذكرته من: كثرة تلاوة سورة الزلزلة- الكافرون- النصر- الصمد.

ومنه: اللهم بحق قولك: والله يرزق من يشاء بغير حساب، وبحق قولك: إن الله على كل شيء قدير، وقولك الحق: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ {البقرة:117}، وقولك: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا {الشورى:11}، ارزقني زوجاً تقر به عيني وتقر بي عينه، اللهم إني استعففت فأغنني من فضلك بحق قولك: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33}، وأما كثرة الاستغفار فهي من الأسباب النافعة لمثل ما تطلبينه، لقوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-11-12}، وقوله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود وابن ماجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني