الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يلزم من جواز رؤية المخطوبة أن تكون غير محجبة

السؤال

ذكرتم بفتاوى سابقة أن الخمار كان على زمن الصحابة للأسباب التي ذكرتموها ولكن أنا شاب بالجامعة ومن حقي الزواج أو الخطوبة ولقول الرسول عليه الصلاة والسلام: تنكح المرأة لأربع ومنها لجمالها فكيف سأرى جمالها وهي مغطاة الوجه كاملة، ومن غير الطبيعي كل ما أعجب بواحدة لابسة خمار أذهب لأهلها وتأتيني بدون خمار. أرجو الرد على جوابي بالتفصيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أن السائل لا يسأل عن حكم الحجاب، ولا عن حكم النظر الخاطب إلى المخطوبة، وإنما يستشكل الكيفية التي يتم بها النظر إلى المخطوبة ما دام النساء محجبات، ويستبعد إمكانية أن يطلب الشاب من كل فتاه أعجب بشكلها أن تكشف له عن وجهها حتى يرى جمالها من عدمه.

والجواب: أن الشارع لم يأذن في إطلاق النظر في بنات الناس من أجل أن يختار الناظر من بينهن أجملهن، وإنما أباح لمن رغب في امرأة وأراد أن يخطبها أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها، وهذه الرغبة لا تستلزم أن تكون المرأة غير منتقبة ولا أن يكون الشاب قد رأها، بل قد يكون سببها مكانة المرأة الاجتماعية كأن تكون ابنة أسرة مرغوب فيها لاعتبار ما، أو تكون قريبة للشاب، أو يسمع عن جمالها أو مالها أو نحو ذلك مما يدعوه الرغبة في الزواج، فأباح له للشارع عندئذ أن ينظر إلى وجهها وكفيها حتى يكون على بصيرة ممن سيقدم على الارتباط بها، وإذا تقرر هذا علمنا أنه ليس من المستغرب ولا من غير الطبيعي أن يطلب الرجل الخاطب فيمن رغب في نكاحها أو من وليها أن ينظر إليها ولو على غير علم منها أو من وليها، قال صلى الله عليه وسلم: إذا ألقى الله عز وجل في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها. رواه الإمام أحمد وابن ماجه.

وإنما من المستعبد شرعاً ومن غير الطبيعي أن يطلق المرء العنان لنظره في النساء ويظل يتفرج عليهن، فمن أعجب بشكلها الخارجي طلب مقابلتها حتى يعرف جمالها من عدمه، ثم يطلب مقابلة أخرى أعجب بها وهكذا، والخلاصة: أنه لا يلزم من جواز النظر إلى جمال المخطوبة أن يكون الشخص قد رآها، كما لا يلزم منه أيضاً أن تكون غير محجبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني