الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تترك العمل وتسافر لتتزوج إذا كانت أمها لا ترغب بتركها العمل

السؤال

أنا فتاة تونسيّة أبلغ من العمر 32 سنة تعرفت على شاب مغربي الجنسيّة أحببته وأحبّني وخطبني من أهلي، سافر إلى المغرب لإحضار شهادة العزوبيّة وعند رجوعه إلى تونس السلطة لم تسمح له بالدخول ورجع إلى المغرب والإشكاليّة هنا أني أشتغل في شركة حكوميّة وأقبض أجراً معتبرا، وكان الحلّ الأخير هو للزواج منه وأن أترك نهائيّا عملي ومغادرة بلادي وألتحق به إلى المغرب للزواج ولكن مشكلتي أني متأكّدة من عدم موافقة والدتي للتخلّي على وظيفتي، فهل في عدم رضاها عني ينجرّ عنه عواقب سيّئة وغضب الله عليّ وأن الجنة تحت أقدام الأمّهات، ومشكلتي إن لم أتزوّج منه لن أتزوّج أبداً لأني أحبّه حبا لا يوصف لا أستطيع أن أتصوّر نفسي أعيش من دونه؟ والله يوفقكم لإعطائي النصيحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى على السائلة خطورة عقوق الوالدين ومغبتها السيئة في الدنيا والآخرة، ولا سيما الأم، فقد أكد الشارع برها ونبه على حقها، وعليه.. فإذا وافق ولي أمرك على هذا الأمر وكان لا يترتب على السفر إليه أي محظور بأن سافر معك ولي أمرك وتولى العقد عليك هناك أو سافر معك أحد محارمك ولم يسلمك للخطيب إلا بعد العقد وبتوكيل من ولي الأمر، وكان لا يترتب على تركك للعمل ضرر على أمك بأن كانت غنية عن عملك، فالظاهر -والله أعلم- أنه في هذه الحالة لا مانع من إقدامك على الزواج ولو ترتب عليه ترك العمل.

فإذا اختل شرط من هذه الشروط كأن لم يوافق الولي أو ترتب على السفر محظور، أو كان تركك للعمل الذي ترفضه أمك يضر بها لأن نفقتها منه، فعندئذ يحرم ترك العمل الذي لا ترضاه أمك، ويحرم الزواج المفضي إليه والذي قد يوجد عنه بديل، وتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10522، 4220، 5707، 9360، 6219، 5862.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني