السؤال
زوجي عصبي جداً، أحياناً لا أستطيع تحمل تلك العصبية وأجيبه، ما الحكم في ذلك، وما الحكم إذا كان الزوج يعامل من خارج البيت (من أهله) بشكل خاص أفضل بكثير من معاملته لزوجته بحجة أنه يمون على زوجته ويفرغ طاقاته وانضغاطه لها ولا يستطيع فعل ذلك لمن هو خارج البيت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل واحد منهما الآخر بالمعروف، لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وينبغي أن يتحلى كل واحد منهما مع الآخر بأحسن الأخلاق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء. رواه أبو داود والترمذي.
وغير ذلك من النصوص الدالة على الترغيب في حسن المعاملة والقول بالمعروف بين المسلمين عموماً، والزوجين خصوصاً، ولا يجوز للزوج أن يعامل زوجته معاملة سيئة كما لا ينبغي له أن يعاملها معاملة دون المعاملة التي يعامل بها غيرها من أهله، وإن لم تكن سيئة لأن ذلك قد يشعرها بإيثاره لغيرها عليها فيكسر خاطرها، وقد قال الشاعر:
أو ما هاج الضغائن من حبيب * كإيثار الحبيب على الحبيب
فإن الزوجة أولى من غيرها بحسن المعاملة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه أحمد والترمذي وصححه.
وليس من الحكمة عند غضب الزوج أن تقابليه بغضب مثله، فإن ذلك مما يزيد الأمر سوءاً، ويفتح للشيطان باباً بينكما، بل الذي ننصحك به التزام الصمت عند غضبه، وعدم مقابلته والرد عليه، فإنه سرعان ما يهدأ، وعندها يمكن لك نصحه والتفاهم والتناقش معه في جو هادئ تسوده المودة والاحترام، وتدبري قول أبي الدرداء رضي الله عنه لأم الدرداء: إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك، فمتى لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق. رواه ابن عساكر في تاريخه، وقول أسماء بن خارجة الفزاري لابنته لما أهداها لزوجها: يا بنية كوني لزوجك أمة، يكن لك عبداً، ولا تدني منه فيملك، ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه، وكوني كما قلت لأمك:
خذي العفو مني تستمدي مودتي * ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى * إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
كما ننصح الزوج بوصية النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء رجل فقال: أوصني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تغضب. فردد مراراً، قال: لا تغضب. رواه البخاري. وبقوله صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه. رواه ابن حبان، أصلح الله أمركما، وهداكما لكل خير.
والله أعلم.