الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبوه يشترط على خطيبته ألا تمتنع عن مصافحة أهله

السؤال

وجدت زوجة أحسبها صالحة، لكن والدي من خوفه علي يرى أني لو تزوجت بهذه الفتاة سيزيد التزامي، ففي كل مرة يشترط علي شرطا للفتاة التي سأتزوجها، فتارة يقول لي أريدك أن تتزوج امرأة تعمل لأنه يعلم أنها إذا كانت تعمل تكون في غالب الأحيان في بلدنا تونس غير محجبة، وتارة أخرى يقول لي أريدها تعمل وجميلة... والحمد لله بحثت كثيراً حتي وجدت الزوجة الملتزمة باللباس الشرعي وجميلة وتعمل ونحسبها على خير، فإعترض والدي وقال لي: لن تتزوج بهذه الفتاة إلا إذا قبلت مصافحة أهل والدي (من أخ لوالدي وأعمام والدي وأولاد عم والدي وأصدقائه...)، قبل عقدي عليها وقال لي سأذهب إلى بيتهم ويقول لها ولأهلها إن قبلت بنتكم مصافحة أهلي وإلا لن أقبل بزواجها من ابني وإن كان ابني يريد أن يعقد من غير حضوري فليفعل، فأفيدوني كيف أتصرف مع والدي، علما بأنه يفعل هذا خوفا علي لأنه يراني شديد الالتزام مع أني أشعر أني لست كذلك ولكن من كثرة الخبث في بلدنا تونس أصبح الحق باطلا و الباطل حقا، نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي نراه وننصحك به هو محاولة إقناع والدك وثنيه عن طلبه لأنه لا يجوز شرعاً، فالمرأة أجنبية على إخوته وأعمامه وأولاده بل هي أجنبية عنه أيضاً حتى تعقد عليها، كما لا يجوز لك أنت القبول بذلك إذا عقدت عليها لأنه من الدياثة وإقرار المنكر في الأهل أن تقبل بمصافحة زوجتك لمن هو اجنبي عنها ولا طاعة لوالدك في ذلك؛ إذ لا طاعة لمخلوق في سخط الخالق سبحانه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف. وأنه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وثبت في صحيح ابن حبان بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله سبحانه بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.

فينبغي أن توسط من أهل الصلاح وطلبة العلم ممن لهم وجاهة عنده ليثنوه عن رأيه، ويبينوا له الصواب. فإن استجاب فبها ونعمت، وإلا فلا حرج عليك أن تعقد عليها دون إذنه ودون رضاه؛ لأن شرطه محرم سواء معها أو مع غيرها، ولأن ما ذكرت عنها من الصفات الحميدة يندر اجتماعه، فينبغي الحرص عليها والسعي أولاً في كسب رضى الوالد وأخذ موافقته، وإلا فلتعقد عليها ولو لم يرض لتعنته واشتراطه ما لا يجوز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني