الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس مجرد استقلال الابن وزوجته عن سكن والديه معصية

السؤال

نحن أسرة واحدة مكونة من أب وأم وأخوات بنات وأولاد تزوج أخي في بيت الأسرة وكنا سعداء جداً ولكن حدث بعض المشاكل مع أخواتي وأمي وزوجته مما اضطر إلى خروجه من البيت مع زوجته وابنه الصغير رغم أنه يعلم مدى تعلق أمي وأبي وأخواتي بطفله كثيرا ولكن الشيطان كان أقوى منه وأخذ يسمع كلام زوجته لأنها لم ترتح بالعيش معنا رغم أنها في البداية لم تكن كذلك وكانت تحب أمي كثيرا ولا نعرف ما الذي غيرها وجعلها لا تطيق العيش معنا وأخي طيب جدا سمع كلامها وخرج من البيت لم يأخذ معه العفش فقط أخذوا ملابسهم وقاموا بتأجير منزل آخر ونحن نعرف تماما أن راتبه لا يكفيهم ومعهم طفل حديث الولادة ويريد مصاريف كثيرة ومرت إلى الآن منذ خروجه حوالي تسعة أشهر ونحن سمعنا عنه أنه تعبان جدا وزوجته رحلت عنه مع ابنها إلى منزل أمها وهو الآن لوحده مع أحد زملائه في العمل ويرسل لها المصروف كحوالة. هل أمي وأبي يذهبان إليه ويرجعانه إلى المنزل أم نتركه حتى هو يأتي إلينا بمحض إرادته كما خرج هو يأتي، وهل هو الآن يرتكب معصية في حقنا لأنه جرى وراء زوجته ولم يهتم بنا (أمه وأبوه وأخواته) .
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس في مجرد استقلال أخيكم بالسكن إثم، بل إن المسكن المستقل حق من حقوق زوجته عليه، وتراجع الفتوى رقم: 34802، ولكن لا يجوز أن يكون استقلاله بالسكن دافعا لعقوقه والديه وقطعه رحمه، بل يجب عليه مع ذلك بر والديه وصلة رحمه، فإن ثبت ما ذكرتم عنه من هذا الهجر ولم يكن له في ذلك مسوغ شرعي فهو آثم يجب نصحه بأن يتوب إلى الله، ويبين له فضل بر الوالدين وصلة الرحم، ويمكن أن تراجعي في ذلك الفتويان: 20947، 26850، ولا ينبغي تركه وعدم نصحه بدعوى رجوعه بنفسه، فالذكرى تنفع المؤمنين، ولو قمت أنت بتذكيره فنسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني