الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ذنب للفتاة بسلوك أخيها

السؤال

أنا شاب أبحث عن فتاة للزواج، دَّلني بعض أصحابي على فتاة من سكان بلدة مجاورة لبلدتي، وبعد السؤال عن أخلاقها وأخلاق أهلها، تبين أن الفتاة ذات خلق لكن أحد إخوتها كان يشرب الخمر وقد أقلع عن هذا العمل، الآن السؤال هو: هل رأي الشرع أن أبتعد عن خطبة هذه الفتاة بسبب أخلاق أخيها (لأن من حق الولد على والده أن يحسن اختيار خاله)، أم أقدم على خطبتها ولا أحاسبها على ذنب أخيها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت تلك الفتاة ذات خلق ودين فعليك بها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم. ولا يصدنك عنها أن أخاها يشرب الخمر، فإن العبد لا يؤاخذ بذنب غيره ولو كان أخاه أو ابنه أو أباه أو غير ذلك، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، قال الإمام ابن العربي: وهذا حكم من الله تعالى نافذ في الدنيا والآخرة وهو ألا يؤاخذ أحد بجرم أحد... انتهى، فكيف إذا كان أخوها قد أقلع عن المعصية كما ذكرت ولعله تاب وأناب، والله تعالى يقول: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني