الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصايا للأب البخيل والمهمل لبيته

السؤال

زوج جارتي يفضل دائما أمه وأخته على بيته وأيضا يبخل عليهم مع أنه ميسور حاله مما أدى إلى كره ولديه له خاصة الكبير الذي هو في الثانوية العامة الآن هو يهرب من الصلاة لأنه يرى والده يصلي وقد فقد احترامه له فعندما يتحدث مع أمه يتلفظ بألفاظ لا يصح أن يقولها على والده ويقول إن والده ليس له أي أهمية في حياته وأيضا هذا الزوج لا يعمل لزوجته أي أهمية في حياته فقد سافرت إلى محافظة أخرى لكي تقوم بعملية جراحية فلم يسافر معها ولم يتكلم في التليفون ليطمئن على حالتها حتى إذا طلبت ولديها في البيت أثناء سفرها ورد هو عليها فإنه لا يسألها عن حالتها. وإذا كلمته هي كي يغير من معاملته مع أبنائه يثور . وهو الآن يعيش معهم في المنزل لا يتحدث مع زوجته وأبنائه وينام خارج غرفته. فما هو الحل لقد حاولت امرأته أن تحدثه كثيرا وحاولت أن تكلم والدته ولكن كل هذه المحاولات لم تنجح. فكيف تنال هذه الأسرة الشعور بالدفء الأسري؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فإن كان هذا الرجل على ما ذكرت فينبغي أن يذكر بأن الشرع قد أمر الزوج بحسن العشرة مع أهله وتفقد أحوالهم وتعاهد أولاده بالرعاية والاهتمام، وإن كان مفرطا في شيء مما يجب عليه تجاههم من النفقة ونحوها فيجب عليه أن يقوم بما يجب عليه من ذلك، وعلى أولاده الصبر عليه وبذل كل سبب يمكن أن يعين على إصلاحه، ولا يجوز لأولاده الإساءة إليه وإن أساء إليهم، ولا يجوز لأي منهم التفريط في شيء من دينه بسبب خلافه مع أبيه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان هذا الرجل على ما ذكر فينبغي أن يذكر بأن الشرع قد أمر الزوج بحسن العشرة مع أهله وتفقد أحوالهم وتعاهد أولاده بالرعاية والاهتمام، وإن كان مفرطا في شيء مما يجب عليه تجاههم من النفقة ونحوها فيجب عليه أن يتقي الله تعالى فيقوم بما يجب عليه من ذلك، فإن الله سائله عما استرعاه، وتراجع الفتويان:27662، 8497.

ونوصي زوجته وأولاده بالصبر عليه وبذل كل سبب يمكن أن يعين على إصلاحه من دعاء الله تعالى له بالصلاح، وكذا الاستعانة عليه بأهل الخير عسى الله أن يصلحه، ويجب تذكير هؤلاء الأبناء بأن تقصير أبيهم تجاههم لا يسوغ لهم الإساءة إليه بأي نوع من الإساءة ويمكن أن تراجع الفتوى رقم: 3459.

ثم إنه لا يجوز للولد ترك الصلاة بسبب خلافه مع أبيه، فإن ترك الصلاة من الأمور الخطيرة كما هو مبين بالفتوى رقم: 1145.
وننبه إلى أن هذا الرجل إن لم يكن هذا التعامل من عادته سابقا ولا يعرف سبب ظاهر يدفعه فينبغي حينئذ أن يرقى بالرقية الشرعية، وانظر الفتوى رقم: 5252.

وننبه أيضا إلى أنه ينبغي للزوج القيام بما عليه من حق تجاه زوجته وأولاده أو من حق تجاه أهله ولا يفرط في أي من الحقين، وتراجع الفتوى رقم: 67977.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني