الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك فيما فعلت لأنك لم تكن تملك المال ولا تستطيع التصرف فيه كما ذكرت ولأن إعفاف نفسك أوجب عليك من إعفاف أبيك، لقوله صلى الله عليه وسلم: ابدأ بنفسك ثم بمن تعول. قال ابن قدامة: حديث صحيح. وعن أبي هريرة: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: عندي دينار قال: أنفقه على نفسك، قال: عندي آخر، قال: أنفقه على ولدك، قال: عندي آخر، قال: أنفقة على أهلك ، قال: عندي آخر، قال: أنفقه على خادمك، قال: عندي آخر، قال: أنت أعلم به. رواه البيهقي وأبو يعلى وحسنه الألباني.
وأنت لا تملك ما تستطيع به الجمع بين الأمرين فلا يلحقك إثم فيما كان، وتصرف أبيك ومنعه إياك من زيارته خطأ منه هو لكنه لا يبيح عقوقه ولا هجره أو التقصير في بره، فعليك أن تسعى في بره وتحاول ترضيته بما تستطيع ويمكنك توسيط من له وجاهة عنده من أهل العلم والدعاة والمكانة من أقاربه ليبينوا له سبب ما كان وأنك لا تستطيع غير ما فعلت ويسعوا في ترضيته وإصلاح ذات البين بينكما، وللمزيد انظر الفتوى رقم: 94038، والفتوى رقم: 53116.
والله أعلم.