الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن المسلم يجب أن يحفظ لسانه، ولا يطلق له العنان. ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم.
وفيما يخص ما سألت عنه، فلعلك لم تسمع جيدا ما قاله الأستاذ في إذاعة القرآن الكريم، فالكفارة إنما تجب إذا كان الشخص قد جامع زوجته في نهار رمضان متعمدا ذاكرا صائما. فإن كان قد جامع ساهيا فلا كفارة عليه؛ بل عليه قضاء يوم، لما روى ابن ماجه، وابن حبان، والدارقطني، والطبراني، والبيهقي والحاكم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ الله تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ والنِّسيانَ، وما استُكْرِهُوا عليهِ. قال النووي: حديثٌ حسَنٌ.
وأما قولك: كيف يكون الجماع سهوا؟ فجوابه أن المرء يمكن أن يجامع وهو ناس أو ساه عن صومه، فهذا يعد مجامعا سهوا.
والله أعلم.