الإجابــة:
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن تلك التظاهرات الشعبية التي يعبر بها الناس عن فرحهم في مناسباتهم المشروعة لا حرج فيها إذا خلت من المحاذير الشرعية التي منها:
1-استخدام المزامير والمعازف والآلات الموسيقية ومنها الطبل.
2-اختلاط الرجال بالنساء.
3-إنشاد الشعر المشتمل على أمر محرم ، كالغض من الإسلام والمسلمين ، وانتهاك أعراضهم ، أوالغزل الفاحش البذيء ، أو نحو ذلك.
4-الانشغال بتلك التظاهرات عن أداء الواجبات. فإذا خلت هذه التظاهرات من هذه المحاذير وأشباهها فلا حرج فيها.
وفي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش وحول وجهه. فدخل أبو بكر فانتهرني ، وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " دعهما " فلما غفل غمزتهما فخرجتا. وكان يوم عيد ، يلعب السودان بالدرق والحراب. فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإما قال:" تشتهين تنظرين؟" فقلت: نعم. فأقامني وراءه ، خدي على خده ، وهو يقول: " دونكم يا بني أرفدة " حتى إذا مللت قال : "حسبك" قلت:نعم. قال: "فاذهبي."
وفي الصحيحين أيضاً الشطر الأول من الحديث بدون ذكر لعب الحبشة بلفظ:" دخل أبوبكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث. قالت: - وليستا بمغنيتين- فقال أبوبكر : أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا". فهذا الحديث يدل على جواز الغناء المباح واللعب ، بآلات الحرب ، إذا أمن ضررها في المناسبات المشروعة كالأعياد والأعراس.
وراجع الجواب رقم:
987 فإن فيه بيان أنواع الغناء ، وحكم كل نوع منه ، والجواب رقم:
8283 فإن فيه مزيد فائدة.
والله أعلم.