الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقول ابن حزم في المحلى: وإن كان الأب والأم محتاجين إلى خدمة الابن أو الابنة الناكح أو غير الناكح، لم يجز للابن ولا للابنة الرحيل ولا تضييع الأبوين أصلا... إنما جئنا به في الفتوى التي بينت رقمها للاستدلال على أن ذهاب الابن للعمل في مكان بعيد عن أمه لا يجوز إن كانت الأم محتاجة إلى أن يكون قريبا منها، وكان في ذهابه تضييع لحقها.
يعني أن الأمر بالنسبة إلينا خاص بالابن، وأما البنت فطاعة زوجها آكد من طاعة أبويها، كما بينا ذلك في فتاوانا.
وأما ابن حزم –رحمه الله- فإن مذهبه أن حق الأبوين آكد من حق الزوج والزوجة، كما ذكر ذلك، إذ يقول في بقية كلامه: وحقهما [يعني الأبوين] أوجب من حق الزوج والزوجة... برهان ذلك قول الله عز وجل: أن اشكر لي ولوالديك. فقرن تعالى الشكر لهما بالشكر له عز وجل...
وأما نحن فالذي نفتي به فهو ما ذكرته أنت في فتاوانا من أن على الزوجة طاعة زوجها، وأن طاعته مقدمة على طاعة والديها فيما لا معصية فيه للخالق. وإن كانت أم الزوجة وأبوها يحتاجان للرعاية ومنعها زوجها فعليها الطاعة.
والله أعلم.