الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حكم الشرع على شيء لا يمكن تحديده إلا بمعرفة ما عليه المسؤول عنهم، ومن المعلوم أن الصوفية يختلف حالها في العهد القديم في عصر الجنيد وأمثاله الذين روضوا أنفسهم وحملوها على الاستقامة واتباع السلف، عن حالها في العصور المتأخرة التي دخل فيها كثير من الأشياء التي يأباها الشرع، فدخل فيها الغلو في المخلوق والابتداع وأكل الدنيا بالدين، وقد بسطنا الكلام حول الموضوع في عدة فتاوى سابقة، سنحيلك على بعضها لاحقاً إن شاء الله تعالى.
وأما اتباع شيخ معين فلا يلزم، ويدل لذلك أن التابعين وصغار الصحابة كانوا يستفيدون ممن أمكنهم التلقي عنه من الصحابة والتابعين دون اتباع أو تقليد لواحد معين، ونقل إجماعهم على ذلك بعض أهل العلم.
وأما عمر بن عبد العزيز فقد كان غاية في أيام خلافته في الاستقامة والورع والزهد حتى عد خامس الخلفاء الراشدين؛ لما أحياه من سمتهم وهديهم، وكان يخالط العلماء، وكانوا أصحاب مشورته، ولا يعرف عنه إلا الاتباع لما في الوحيين وهدي الصحابة والتابعين. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29243، 53523، 38922، 27699، 64723، 31967، 69343.
والله أعلم.