الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن منهج السلف في باب الأسماء والصفات أن المؤمن يجب عليه الإيمان بجميع ما ثبت في الوحيين من الحديث عن الله تعالى والتعبد لله بمقتضاه وفهمه حسب ما يفهم من لغة العرب، وقد ذكروا كذلك أن باب الأخبار أوسع من باب الصفات، فليس كل خبر تستنبط منه صفة لله .
وقد ثبت في القرآن في الكلام على النور قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (سورة النــور35 ).
وثبت فيه قوله تعالى: أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ (سورة الزمر56 )، وثبت في حديث البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم: خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن.
وأما الشم فلم نجد ما يدل على وصف الله به صراحة، وإنما ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وهذه العبارة ليست صريحة في الشم وقد تحمل على أنه أعظم قيمة عند الله من ريح المسك أو أعظم ثوابا من استعمال المسك في العبادات.
وقد ذكر الإمام ابن القيم في الفوائد: أن العرب إذا قالوا هذا في جنب الله لا يريدون إلا فيما ينسب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته لا يريدون غير هذا البتة.
وقد ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أن جمهور المسلمين أثبتوا اسم النور لله تعالى وأنهم لم يؤولوه إلا الجهمية.
وراجع للبسط في الموضوع وفي الكلام على النور والحقو الفتوى رقم: 64272، والفتوى رقم: 52952 ، والفتوى رقم: 19144 ، والفتوى رقم: 27018 ، والفتوى رقم: 11274.
وراجع شروح الحديث كالفتح لابن حجر وشرح النووي لمسلم وكتب التفسير للاطلاع على المزيد من كلام أهل العلم في المسألة.
والله أعلم.