الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك، وننبهك على أن أنفع علاج لتلك الوساوس هو الإعراض عنها لأن الاسترسال فيها سبب لتمكنها ورسوخها، ثم نقول إذا غسلت الذكر بالماء فهذا الماء المنفصل عن المحل الطاهر طاهر، فلا ينجس يدك ولا المغسلة ولا ما يلامسه من أشياء.
قال ابن قدامة في المغني: الثالث: أن ينفصل غير متغير من المغسلة التي طهرت المحل، ففيه وجهان: أصحهما أنه طاهر وهو قول الشافعي لأنه جزء من المتصل، والمتصل طاهر، فكذلك المنفصل، ولأنه ماء أزال حكم النجاسة، ولم يتغير بها فكان طاهرا كالمنفصل من الأرض. انتهى.
وكذلك بالنسبة للماء المنفصل بعد طهارة المحل بعد الاستنجاء من البراز فهو طاهر لا ينجس الأرض التي نزل عليها ولا ثيابك ولا بدنك ولا المغسلة وكذلك إذا غسلت الذكر في مكان الاغتسال (البانيو) وانفصل الماء طاهرا غير متغير بالبول فيدك حينئذ طاهرة وكذلك القدمان والفخذ وموضع الاغتسال.
كما ننصحك بالكف عن الشكوك التي تعتريك حول عدم محافظة أسرتك على أمور النظافة، فخروج أخيك من الحمام من غير غسل ليديه لا يجعلهما نجستين ما لم تتحقق من نجاستهما، واحرص على توثيق الصلة بوالديك وأسرتك وابتعد عن مثل تلك الوساوس التي تؤثر على تلك العلاقة، ومن هذه الوساوس اعتقاد نجاسة أوانيهم أو أيديهم، وعليك نصح من لا يصلي من أهلك مذكرا إياهم بضرورة المحافظة على الصلاة وخطورة تركها.
والله أعلم.