الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن مساعدة العجزة والمحتاجين فيها من الخير والأجر ما لا يعلم قدره إلا الله تعالى، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بقريب لك، حامل لكتاب الله وإمام سابق، كان يقضي ليله و نهاره في تلاوة القرآن.
ولكن أي أمر لم يكن المرء يعرف حكمه فإنه يجب عليه التوقف عنه حتى يسأل أهل العلم أولا؛ لأنه لا يجوز لامرئ أن يعمل عملا حتى يعلم حكم الله فيه.
وفيما يخص الموضوع المسؤول عنه فإنه من الممنوع شرعا أن ينظر المرء إلى عورة غيره، ما لم يكونا زوجين أو أمة لسيدها الذي يباح له وطؤها، ويستوي في التحريم الأب والأخ وغيرهما من المحارم، لقول الله تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور: 31}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود.
وقد علمت من هذا أن ما كنت تقومين به غير مشروع في الأصل، ولكنك إذا كنت قد فعلته لعدم إمكان وسيلة أخرى لتنظيف ذلك الشيخ، فإنه لا شيء عليك؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات، والحاجة الشديدة تنزل منزل الضرورة.