الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما لاحظته تلك الأم من جلوس ذلك الأخ بجوار أخته وهى نائمة... وما أكدته هي نفسها من نظره إليها تلصصا وهي في الحمام بعد أن صار كبيرا... وربما غير ذلك من الأمور التي قد لا يكون قد اطلع عليها أحد من أهل البيت...
نقول: إن هذه الأمور تجعل أن ما قامت به الفتاة من التنقب أمام أخيها ذاك، هو التصرف المناسب، وليس فيه قطيعة رحم.
قال السرخسي في المبسوط: إنما يباح المس والنظر إذا كان يأمن الشهوة على نفسه وعليها، فأما إذا كان يخاف الشهوة على نفسه أو عليها، فلا يحل له ذلك. انتهى.
وقال الباجي في شرح المنتقى: لا خلاف في منعه -أي النظر إلى أحد المحارم- على وجه الالتذاذ والاستمتاع به. اهـ
وخصوصا أن الأخ المذكور -فيما يبدو- غير مكترث بأمر الدين، لما ذكرته عنه من تذبذب في إيمانه، وأنه يتكاسل عن الصلاة أحيانا، ويتحدث مع فتاة أجنبية ويخرج معها...
ومن هذا يتبين لك حدود العلاقة بين الأخ وتلك الأخت، وماذا على الأبوين أن يفعلاه من الحيلولة بينهما.
والله أعلم.