الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من أن لك أصدقاء كانوا فيما يبدو سبباً في قبولك صداقة ذاك الشاب الذي قلت إنه بدأ يلاحقك منذ فترة.. وما ذكرته من قبول ذلك الفتى كصديق لك، وما ترتب على تلك الصداقة من شعورك بحبه... وما ذكرته من أنكما بعد السفر والانقطاع بدأتما تتكلمان في الهاتف.. ثم ما حصل خلال عطلة الصيف من لقاء وكلام بينكما.. نقول: إن كل هذا يعتبر أخطاء منك يجب أن تتوبي إلى الله منهما، فإن العلاقات بين الجنسين خارج رابطة الزواج الشرعي فيها من المفاسد ما لا يخفى.
كما أن الكلام بين الأجنبية والأجنبي لا يجوز إلا لحاجة أو ضرورة وبشرط التقيد فيه بضوابط الشرع، فالله تعالى يقول للمسلمين في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53}، فإذا كان هذا في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والمخاطبون لهن هم أصحابه رضي الله عنهم وهن لهم أمهات، فما بالك بغيرهن وغير الصحابة؟ ويقول جل من قائل: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب: 32}، إلا أن ما ذكرته من الندم الشديد على هذا الأمر يعتبر بداية جيدة للتوبة، فالتوبة شروطها الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم أن يعاد إليها، وإذا تحققت شروط التوبة فإن الذنوب بها تغفر إن شاء الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف، ونسأل الله تعالى أن يصلح حالك ويتم لك ما أردت.
والله أعلم.