الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن زوجك شديد الغيرة، والغيرة صفة حميدة إذا كانت في محلها، وأما في غير محلها فإنها مذمومة، كما أن من الغيرة ما يحبه الله عز وجل ومنها ما يبغضه، فالتي يحبها سبحانه ما كانت عند وجود ريبة، والتي يبغضها ما كانت من غير ريبة، قال صلى الله عليه وسلم: إن من الغيرة ما يحبها الله، ومنها ما يبغضه الله، فالغيرة التي يحبها الله الغيرة في الريبة، والتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة. والحديث أخرجه الترمذي في سننه.
ولذلك على زوجك أن يعتدل في غيرته ولا يفرط فيها، وأما قوله: بأنه يجب عليك طاعته في كل شيء ليس على إطلاقه، وإنما تجب عليك طاعته في أمور ولا تجب في أمور، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 50343.
أما إذا طلب ما لا يجوز مثل قطع صلة الرحم الواجبة صلتها كالأم فلا يجوز طاعته، اللهم إلا إذا ترتب على زيارتها ضرر فيكون له الحق في منعك من زيارتها، وتراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتوى رقم: 7260.
ونقول للأخت يبدو أنه لم يحصل بينكما العشرة التي يحصل معها فهم كل واحد منكما للآخر، ولذلك ننصحك بأن تكوني قريبة منه، وتتفهمي شخصيته، وتتعرفي على ما يحب وما يكره، وما يغار منه وما لا يغار، وما يقتنع به ثم تتعاملين على وفق هذا الفهم لشخصيته، ومن المهم كسب ثقته وجعله يثق بك ثقة كاملة، بأن لا تتصرفي أي تصرف يثير شكه وغيرته، ويتم ذلك بالتزامك بحجابك وطاعته في عدم الخروج من البيت إلا بإذنه، وعدم الإذن في دخول البيت إلا لمن يرضى، ونحو ذلك من الأمور التي تجعله يثق بك، ولعله إذا اختلط مع أناس معتدلين في هذا الجانب ممن هم أفضل منه وأكثر علماً، يتأثر بهم ويعتدل في غيرته وتعامله معك، وتستطيعين الوصول إلى هذا عن طريق التعرف على نساء يتصف أزواجهن بذلك فيجلسون معه فيتأثر بهم.
والله أعلم.