الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الأمر كما ذكر السائل وكان الإعلان الذي يقوم الشخص بنشره إعلاناً مباحاً فلا مانع من أخذ الجهاز الذي تعطيه الشركة لمن يقوم بهذا العمل، ويدخل هذا في باب المجاعلة فكأن الشركة المذكورة تقول من قام بنشر إعلاني هذا واشترك فيه ثمانية عشر مشترك فله كذا.
وقد يقال إن العمل المجاعل عليه فيه غرر فالشخص لا يدري أيشترك عن طريقه ثمانية عشر مشتركا أم لا؟ والجواب أن جهالة العمل في الجعالة لا تضر، فالجعالة قائمة على الجهالة في أكثر من وجه، فالعمل المجاعل عليه فيها يعسر ضبطه وتعيينه ولا يستحق العامل فيها الجعل إلا بعد تمام العمل وقد لا يتمه، وهذا كله فيه جهالة وغرر، ومع هذا فالجعالة جائزة والأجرة عليها كذلك للحاجة إليها.
والله أعلم.