الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الجهالة العمياء والسخافة المظلمة أن يظن ظان أن في القرآن الكريم تكرارا لا فائدة منه؛ ذلك أن التكرار في القرآن لا يرد بأسلوب واحد ولا طريقة مملة أو لغير زيادة فائدة هنا أو هناك.
فالقرآن العظيم مشتمل على أروع أنواع البلاغة وأقوى تحديات الإعجاز، وأنفع أساليب البيان.
والتكرار في القرآن له قيم بلاغية: كإبراز المعنى الواحد في صور متعددة وأساليب متنوعة وتفنن شيق وألفاظ مختلفة رفيعة غاية في البلاغة.
وله قيم إعجازية؛ لأن إيراد المضمون الواحد في صور متعددة مع عجز العرب عن الإتيان بصورة واحدة منها أبلغ في التحدي.
وله قيم تربوية؛ إذ هو يلفت الانتباه إلى المسألة المكررة، ويشعر بالاهتمام بها ويرسخها، وقد قيل: ما تكرر تقرر.
وهذا القدر يكفي لإبطال مثل هذه الشبهة، رواجع الفتوى رقم : 57648.
والله أعلم.