الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحمداً لله تعالى أن هدى هذه الأخت للإسلام ونسأله سبحانه أن يعينها على الثبات عليه، وبما أنه من الممكن أن تطلع على هذه الفتوى فإننا نوصيها بالحرص على العلم النافع، ويمكنها الاستفادة مما في القسم الخاص باللغة الإنجليزية في موقعنا هذا (الشبكة الإسلامية).
وبخصوص الصلاة فلا يصح القول بأنها لها أن تجمع الصلوات كلها، بل عليها أن تجتهد في أن تصلي كل صلاة في وقتها ما أمكنها ذلك، فإذا احتاجت إلى الجمع فلها أن تجمع بين مشتركتي الوقت أي الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، جمع تقديم أو جمع تأخير ولو كانت مقيمة في بلدها، دفعاً للحرج، ولها أن تصلي داخل الحمام عند الحاجة إن كان هذا الحمام خالياً من النجاسة، وأما قصر الصلاة فلا يجوز لها في قول أكثر أهل العلم لأنها نوت إقامة أكثر من أربعة أيام، ثم إنها ليست في حاجة للقصر، فإنه لن يحل لها مشكلة، ولا يخفى أن مما يمكن أن يخلصها من الحرج في أمر دينها أن تظهر إسلامها ما أمكنها ذلك، ولتصبر بعد ذلك على ما قد تجد من أذى، وإن خافت أن يلحقها من الأذى ما لا تحتمل أو أن تفتن في دينها، فلتكتم إيمانها حتى يجعل الله لها فرجاً ومخرجاً، وإن أمكنها أن تهاجر من هذا المكان إلى مكان تجد فيه الأمان بين جماعة المسلمين فلتفعل، فقد تجد رجلاً صالحاً يتزوجها ويعينها في أمر دينها، ولها أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين تركوا أهلهم وديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاة ربهم.
والله أعلم.