الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم تتضح لنا المشكلة التي قلت إنها تكمن في كون زوجك يعمل مع والدك في التجارة... وأنه يشعر أنه لا يأخذ حقه من حيث إنه لا يستطيع أن يعمل أعمالاً حرة لنفسه خوفاً من المشاكل بين الأسرة... وعلى أية حال، فإن الإنفاق على الزوجة والأولاد بالمعروف واجب على الزوج، كما قال الله تعالى: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ {الطلاق:7}، وذلك لأن الإنفاق من جملة أسباب قوامة الرجل على زوجته، كما قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34}، ولا يحل للزوج أن يأخذ من مال زوجته شيئاً إلا بطيب نفس منها، كما قال الله تعالى: فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا {النساء:4}، وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس. رواه أحمد والدارقطني وغيرهما، وهذا يشمل الزوجة وغيرها.
ولكنه ينبغي للزوجة إذا كانت ذات مال أن تعين زوجها، وهي مأجورة إن شاء الله تعالى في ذلك، قال الله تعالى: وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {البقرة:237}.
والله أعلم.