الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث ضعيف، ففي سنده نهشل بن سعيد كذبه إسحاق بن راهويه، وقال فيه الذهبي: واه، وقال ابن حجر: متروك، وفيه الحسن بن هارون مجهول، مع العلم بأن أبا عبد الله الحافظ يقصد البيهقي به شيخه الحاكم.
ومن المعلوم أن كتاب التاريخ للحاكم من مظنات الأحاديث الضعيفة؛ كما نبه عليه أهل المصطلح.
قال صاحب طلعة الأنوار في مصطلح الحديث:
وما نمي لعَقْ وعَدْ وخَطْ وكَرْ ومسند الفردوس ضعفه شهر
كذا نوادر الأصول وزد للحاكم التاريخ ولتجتهد
هذا، وننبه إلى أننا نحرص في مجال الإفتاء ألا نذكر على سبيل الاحتجاج إلا حديثا صحيحا أو حسنا، وهذا الحديث يوجد في موقعنا ضمن كتاب سنن البيهقي، ونحن إذا نشرنا كتابا من كتب السلف فالعهدة في السند على المؤلف وليست علينا.
كما ننبه إلى ضرورة البر بالوالدين والتلطف بهما ورحمتهما ولا سيما إذا كبرا، فاخفض لهما جناح الذل من الرحمة وارفق بهما، فقد ثبت في شأنهما من النصوص أحاديث غير هذا الحديث، كما نؤكد على وجوب البعد عن تحكيم العقول في الأحاديث.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 52378، 19479، 38011، 58735، 73417.
والله أعلم.