خلاصة الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأرض التي يحشر الناس إليها ويحاسبون عليها هي: الساهرة، وهي التي قال الله عنها.. فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ {النازعـات:13-14}.
قال القرطبي: فإنما هي نفخة واحدة.. فإذا هم أي الخلائق أجمعون بالساهرة أي على وجه الأرض، بعد ما كانوا في بطنها. ثم قال: والساهرة قيل هي: أرض جددها الله يوم القيامة. وقيل: الساهرة اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب عليها الخلائق، وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض. وقال الثوري: الساهرة: أرض الشام. اهـ
وفي شعب الإيمان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي، و في رواية: كالقرصة النقي ليس فيها لأحد علم.
وأما صفة الحشر فقد قال الله عز و جل عنها: يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ المُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا {مريم:85-86}.
والحساب يكون على الأعمال وبحسبها كما قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا {الانشقاق: 7-9}. وقال تعالى: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ {الحاقة:25-26} .
وللمزيد انظر الفتاوى:31357، 59209، 104094، 23148، 48078.
والله أعلم.