الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدنيا دار بلاء يبتلى فيها العبد بالخير والشر والقبض والبسط، فقد قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}، وقال تعالى: اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ {الروم:37}، وبناء عليه فننصحك بالصبر على قضاء الله والرضى بما قسم الله لك والسعي في نجاح كسبك بالدعاء بأن تحافظ على الأذكار الواقية من العين والحسد وأنواع الشرور، وأن تحاول أن تباشر العمل بنفسك إن أمكنك وتؤجر عمالاً يساعدونك، واحرص على أصحاب الخبرة في التجارة وأهل الأمانة فأن خير من استأجرت القوي الأمين.
ففي حديث مسلم: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وفي حديث الترمذي: وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس. وعليك بالالتزام بالشرع في معاملاتك وتحرى أصحاب الصدق، فالمضاربة عقد بين رب المال وصاحب العمل، ولا نعلم خطة تضمن لك رأس المال عند المضاربة غير التأكد من صدق وثقة من تعاملهم، فالعامل في المضاربة لا ضمان عليه، ولا يجوز أن يشترط عليه ضمان رأس المال. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60327، 104356، 97954.
والله أعلم.