الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ترك الطفل البالغ من العمر أربعة أشهر ينام في غرفة وحده تفريط، وقد نص العلماء على أن المفرط ضامن، سواءً كان مباشراً للإتلاف أو الإهلاك، أو متسبباً فيه، قال ابن قدامة في المغني: ( ويجب الضمان بالسبب كما يجب بالمباشرة…) ووجه التفريط هنا: أن هذا الطفل أو أمثاله يحتاجون القرب منهم والرعاية لهم بين الحين والآخر، وأيضاً لا يستطيعون القيام والمشي لإعلام غيرهم بما قد يحصل لهم من برودة واختناق ونحوه، وفي الغالب يكون إعلامهم بالصياح أو البكاء، وتركهم في غرفة وحدهم بعيدة أو مغلقة يحجب السماع.
والواجب عليك الآن هو كفارة لهذا التفريط، وهي عتق رقبة، فإن لم تجدي فصيام شهرين متتابعين، لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:92)
وأما بالنسبة للدية فهي على العاقلة، وهم العصبة من الأقارب، ولكن ما دام الوارث قد عفا فلا دية عليهم.
والله أعلم.