الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالترغيب المذكور في هذا الحديث شامل للمرأة والرجل لأن كلمة [مَن]من صيغ العموم، وقد نص العلماء على دخول المرأة في الفضل المرتب على الغسل للجمعة والذهاب إليها. قال العيني في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري: عند شرحه لقوله صلى الله عليه: من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة... الحديث قال : « من اغتسل » يدخل فيه بعمومه كل من يصح منه التقرب سواء كان ذكرا أو أنثى حرا أو عبدا . قوله « غسل الجنابة » بنصب اللام على أنه صفة لمصدر محذوف أي غسلا كغسل الجنابة، ويشهد بذلك رواية ابن جريج عن سمي عن عبد الرزاق « فاغتسل أحدكم كما يغتسل من الجنابة » ووقع في رواية ابن ماهان « من اغتسل غسل الجمعة » واختلفوا في معنى غسل الجنابة فقال قوم إنه حقيقة حتى يستحب أن يواقع زوجته ليكون أغض لبصره وأسكن لنفسه . قالوا: ويشهد لذلك حديث أوس الثقفي قال « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها » رواه أبو داود وغيره. وقال الترمذي: حديث أوس حديث حسن. وقال معنى قوله « غسل » وطىء امرأته قبل الخروج إلى الصلاة، يقال غسل الرجل امرأته وغسلها مشددا ومخففا إذا جامعها. وفحل غسلة إذا كان كثير الضراب. انتهى
وقد نص العلماء على استحباب الغسل للجمعة للمرأة إن حضرتها، قال النووي في المجموع: الصحيح أنه -أي غسل الجمعة- يستحب لكل من حضر الجمعة سواء الرجل أو المرأة.
والله أعلم.