الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع أمته ويدخل في ذلك معاصروه ومن بعدهم إلى أن تقوم الساعة، ومعنى خصوصيته بالرسالة العامة بقاء شريعته إلى يوم القيامة، وأنه لا يرسل في زمنه رسول بخلاف غيره من الرسل، فإن الواحد منهم وإن دعا غير قومه إلا أنه بصدد أن يبعث نبي في زمانه أو بعده فينسخ بعض شريعته، هكذا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح البخاري، وعليه فلا تنتقض خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم بعموم الرسالة بدعوة سليمان لأهل سبأ ولا بمن تحت مملكته فرسالته لم تعم الأجيال التي تأتي بعده، وشريعته لم تعم من بعده كما عمت شريعة نبيناً محمد صلى الله عليه وسلم، وبقيت محكمة غير منسوخة إلى قيام الساعة، وراجع شرح ابن حجر والمناوي للحديث.
والله أعلم.