الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نرحب بأخينا الإمام ونسأل الله أن يوفقه لما يحبه ويرضاه، وأما رأينا فنقول ابتداء ينبغي أن يعلم الداعي إلى الله تعالى أن عدم استجابة الناس لدعوته ونصحه ليس مبرراً لترك الدعوة إلى الله تعالى، ومن المعلوم من سير الأنبياء والمرسلين وأتباعهم من الداعين إلى الله أنهم صبروا على دعوة الناس إلى الله، ولم يكلوا ولم يملوا ولم يكن همهم انتظار النتيجة بل كان همهم الدعوة إلى الله تعالى ويكلون أمر هداية الناس إلى الله، وقد قال الله تعالى لنبيه: لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ {البقرة:272}، وقال تعالى: مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ {المائدة:99}، وهكذا أتباع الرسل مطالبون بالبلاغ والصبر، وقد بقي نوح عليه السلام مجتهداً في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.
كما ينبغي للداعي إلى الله تعالى أن يعطي الأمور حقها من الإنكار، فالصلاة بالبنطلون ليست ممنوعة مطلقاً بل هي دائرة بين الجواز وبين الكراهة وبين التحريم كما بيناه في الفتوى رقم: 107009.
ولو فرض أن بعض المصلين يصلي ببنطلون لا تصح معه الصلاة فالحكمة تقتضي الصبر عليهم والاستمرار في دعوتهم بشتى الطرق بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا يؤكد للمسلمين أهمية أن يكون الداعي إلى الله على علم وبصيرة حتى لا تختلط عليه الأمور فينكر فيما لا محل للإنكار فيه ويسكت فيما لا يحل السكوت فيه، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 36372 حول وسائل ومراتب وشروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والفتوى رقم: 62938 حول الدعوة إلى الله في ظل الفتن وظهور الفساد.
والله أعلم.