الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على الأعمال الصالحة التي تقوم بها، ونوصيك بالاستزادة منها ما أمكن مع إخلاص النية فيها لله تعالى، وهذه الطاعات مهما كثرت فإن صاحبها لايستحق بها الجنة ما لم ينضم إلى ذلك تفضل من الله ورحمة وإحسان، وينبغي للمؤمن أن يجمع بين رجاء ثواب الله تعالى والخوف منه سبحانه، فيكون الرجاء دافعا للاستزادة من الأعمال الصالحة والخوف مانعا من الاغترار بهذه الأعمال أو الوقوع في المحرمات. ودخول الجنة أمرغيبي لا يمكن للإنسان معرفته ما لم يرد نص صحيح من الوحي في شأن تخصيص إنسان معين بكونه من أهل الجنة. وراجع المزيد في الفتوى رقم 10116.
وبخصوص الأعمال الصالحة التى تكون سببا في دخول الجنة والبعد عن النار بفضل الله تعالى فهي الالتزام بأركان الإسلام وغيرها من نوافل الطاعات وأبواب الخير المذكورة في حديث معاذ الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر.
ففى سنن الترمذى عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير! الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل. قال: ثم تلا { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } حتى بلغ { يعملون } ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه! قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله! قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم! قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقال الشيخ الألباني : صحيح
والله أعلم