الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت في التريث في الموضوع وعدم توجيه الاتهام لأحد بدون بينة، وفي الحرص على إحسان المعاملة لأخواتك وأولادهم.. وننصحك بإكثار الدعاء وسؤال الله العافية في النفس والأهل والمال والاسترجاع على ما فقدت والصبر لعل الله يعوضك خيراً منه، وأما ما حصل من وجود الهاتف عند هذا الولد فإذا كان هو الذي أخذه فإن هذا خطأ بين يجب على والديه السعي في علاجه قبل أن يعظم فعليهم أن يحرصوا على تربيته على الصدق والعفة والقناعة وعدم التعلق بما عند الأخرين.
وننصحك أنت ألا تكلميه في موضوع الخاتم، وإنما تتركين الموضوع لأمه للتحاور معه في الموضوع وانصحيها بالتعامل معه بالحوار وألا تجعل أول خطأ يكتشف منه سبباً لطرده من البيت ومعاملته بالقسوة، فإن ذلك إنما يعني تسليمه لأصحاب الفساد والسوء، ومن ثم يضيع ضياعاً كلياً إن لم تتداركه رحمة الله، وعليهم أن ينظروا في نفقاته هل عنده إدمان على شيء ما يحتاج فيه لتحصيل مال ينفقه فيه، ولينظروا كذلك في صحبته فإن كانوا فاسدين فليحجب عنهم، ويتعين الحرص أولاً وآخراً على التربية العقدية والتعبدية، فهي التي تربي في الناس الوازع الديني الذي يجعلهم يستشعرون مراقبة الله ويراعون حقوق الجيران والأقارب ويبتعدون عن الاعتداء والإثم، وعليك أنت أن تحفظي أموالك وأن لا تعرضيها للضياع أو السرقة فقد قيل في بعض الأمثال الشعبية (احفظ مالك ولا تتهم جارك)، وراجعي في حكم من حلف على القرآن كاذباً في الفتوى رقم: 29925.. وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على بعض الأمور المهمة في تربية الأولاد: 18336، 21752، 64312، 67272.
والله أعلم.